شهدت مدينة أقبو بولاية بجاية، حملة تضامنية واسعة، بعدما فكرت السلطات المحلية وبعض رجال الأعمال وكذا الجمعيات المحلية والهلال الأحمر الجزائري في المهاجرين الأفارقة الذين يبيتون في الخلاء، حيث وبعد الثلوج الكثيفة التي تهاطلت بالمنطقة شرعت الجمعيات، اجتماعية كانت أو رياضية، في التخطيط لنقل هؤلاء المهاجرين الذين أغلبهم من دولتي النيجر ومالي، رجالا وأطفالا ونساء، وإيوائهم بروضة البلدية بعيدا عن البرد القارس الذي تعرفه المنطقة. حيث تكفلت مصالح البلدية بتوفير حافلات لهذا الغرض في حين وفر بعض المتعاملين الاقتصاديين شاحنات لنقل أغراض هؤلاء المهاجرين. وقد تمت العملية بحضور مصالح الأمن الذين رافقوا الجمعيات في مهمتهم النبيلة، ولم تتوقف هذه الوقفة التضامنية عند هذا الحد بل تكفل بعض رجال الأعمال الذين ساندوا هذه العملية بتوفير المأكل والمشرب وكذا الأغطية وأجهزة التدفئة لهؤلاء المهاجرين، وهو ما استحسنه العديد من المهاجرين الأفارقة رغم أن البعض منهم قد أبدوا في بداية الأمر تخوفهم من هذه العملية بعدما ظنوا أن الأمر يتعلق بترحيلهم إلى مركز تمنراست تمهيدا لترحيلهم من التراب الوطني، وليس إيواءهم والقيام عليهم، لكن سرعان ما زالت الشكوك، وقد ارتسمت البسمة من جديد على وجوه الأطفال الصغار بعدما انكمشت أجسادهم من البرد، حيث ظلوا يلعبون بفناء الروضة فيما ارتاح أولياؤهم أخيرا بعدما أنقذتهم هذه الحملة التضامنية من موت مؤكد بسبب البرد. وقد استحسن سكان المنطقة هذه العملية. فإلى جانب إنقاذ المهاجرين الأفارقة من الموت فقد عادت شوارع المدينة إلى طبيعتها بعد إزالة المشاهد المأساوية التي كانت تتميز بها شوارع المدينة.