يطالب سكان القرى التابعة لعرش اث كوفي ببوغني الواقعة بالجهة الجنوبية الغربية لولاية تيزي وزو، السلطات المحلية بضرورة التدخل ومنحها نصبيها من المشاريع التنموية، التي ترفع الغبن عليها وتعلو بها لوضع معظم قرى الولاية. حيث تشتكى هذه المنطقة من النقص الفادح للمرافق والهياكل العمومية التي تريح سكانها من التنقلات اليومية نحو المدن الكبرى للحصول على الخدمات العامة منها الصحية وخدمات البريد والمواصلات وغيرها من النقائص الناتجة عن عجز بعض القطاعات بهذا العرش الذي يعتبر من أعرق الأعراش بتيزي وزو. ومن بين المطالب التي يقول السكان إنها ضرورة استعجالية على السلطات الاستجابة لها، هي توفير التغطية الصحية وتوسيع تواجد هياكل القطاع باث كوفي، إذ يتنقل هؤلاء إلى العيادة متعددة الخدمات ببوغني للحصول على الخدمات الصحية البسيطة، في حين يمكنهم الحصول على ذلك بمنطقتهم، خاصة وأن الأرضية التي تحتضن المركز الصحي متوفرة وينتظر فقط مبادرة السلطات المعنية. كما يطالب سكان عرش ات كوفي، بإعادة فتح مكتب البريد الذي أغلق منذ سنوات في هذه المنطقة لأسباب أمنية، وأكد هؤلاء أن أقل الخدمات التي تقدم على المكاتب البريدية قد تخدم على الأقل فئة المسنين، الذين يتنقلون على بعد عشرات الكيلومترات للحصول على منحهم، ويقول السكان بأن الظروف الأمنية التي تطبع يومياتهم في اث كوفي، لا تختلف عن معظم القرى والبلديات المتواجدة في أماكن معزولة بولاية تيزي وزو، وهي مهددة بالاعتداءات والاستيلاء على محتوياتها في أي وقت، وأقرب مثال على ذلك هو ما سجلته الولاية في الأيام الماضية، عند تعرض مكتب بريد آيت عبد المؤمن ببلدية تيزي نتلاثا بدائرة واضية، لعملية سرقة في وضح النهار، وبحضور المواطنين هذا المركز الذي يتواجد في قرية لا يختلف وضعها كثيرا على اث كوفي، ما يجعل من فتح المكتب البريدي لديهم أمرا ممكنا في الوقت الراهن. وإلى جانب المشاريع التنموية المندرجة في التنمية القطاعية أو البرامج الخاصة بالبلدية، التي تعد قرى العرش بحاجة ماسة لها، يطالب المواطنون من جهة أخرى بتوفير الأمن والاستقرار بالمنطقة، وهذا نظرا للاأمن الناجم خصوصا على النشاط الكبير للجماعات الإجرامية التي ترعب السكان وتعتدي على ممتلكاتهم، وكانت الحادثة الأخيرة التي عرفتها بوغني في شهر رمضان الماضي، والتي راح ضحيتها شاب ينحدر من عرش اث كوفي لما قتل من طرف أشخاص استمر البحث عنهم لأكثر من شهر.. هذا المنعرج الحاسم الذي دفع بالمواطنين للمطالبة بالاستجابة لمطلب الأمن بسرعة كبيرة مستنكرين انتشار العصابات الإجرامية، التي استمدت قوتها من غياب أجهزة الأمن بالمنطقة ونشرت الرعب وسط السكان، حتى بلغ بها الحد إلى استعمال الأسلحة النارية لتنفيذ الاعتداءات التي تخطط لها، وقد ألقي القبض على الفاعلين الذين تبين بأنهم ينحدرون من بوفني وواضية وهم مسبوقون قضائيا، استعملوا أسلحة نارية واجهوا بها الضحية الذي توفي بعد صراع مرير مع الموت على فراش الإنعاش بمستشفى تيزي وزو. ولم يدفع توقيف المتهمين بقتله، إلى توقف المواطنين عن المطالبة بتوفير هذا العنصر الأساسي لحياتهم خاصة، وأنهم أصبحوا مهددين نهارا جهارا، دون تردد من طرف الجماعات الإجرامية التي تتحضر لأخذ مكان الجماعات الإرهابية بالمنطقة خاصة وأن هذه الأخيرة تتلقى ضربات قوية في منطقة القبائل من طرف قوات الجيش، وقال المواطنون إنهم سئموا من استمرار الاضطرابات الأمنية بتيزي وزو لأزيد من عشرين سنة وحان الوقت لينعموا بالأمن. هذا وقد طالبت بعض القرى ببعض المشاريع التنموية لتحسين الظروف المعيشية بها على غرار فتح المسالك الفلاحية في هذه القرى وكذا تعبيد بعض الطرقات وإنجاز قنوات صرف المياه خاصة وأن المنطقة تعرف كثيرا بتساقط الثلوج والأمطار ما يضيع كثيرا هذه الثروة، كما طالب شباب هذه القرى بتوفير بعض المرافق الرياضية والترفيهية التي يقضون فيها أوقات فراغهم والتخلص من الوقت الضائع الذي يتكرر في حياتهم يوميا. وفي نفس السياق، يطالب سكان بلدية بني زمنزار التابع لدائرة بني دوالة التي تقع على بعد حوالي عشرين كم عن مدينة تيزي وزو، بتوفير الأمن بالمنطقة بإنجاز مقر أمني في الوقت القريب، وذلك لحماية المواطنين وممتلكاتهم، حيث ضربت الجريمة بقوة في هذه الآونة الأخيرة وأصبحت العصابات الإجرامية تستعمل بدل الأسلحة البيضاء أسلحة نارية، سواء للسرقة أو الاعتداء والترهيب أو حتى للقتل، كما يشكو سكان بني زمنزر من الانتشار الرهيب للحانات وبيع الخمور بين المنازل، حيث تم توقيف مؤخرا شخص في عقده الخامس حول منزله الخاص إلى حانة يفتح أبوابها إلى ساعات الفجر لمدمني الخمور وغيرها من الممنوعات، ما جعل السكان القريبين منه يستنجدون بمصالح الأمن للتدخل وغلق هذه المخمرة، نظرا لما تمثله من خطر عليهم خاصة بعدما كانت إحداها مكانا لزهق روح أحد الشباب على يد أحد المدمنين.