تعيش عائلة أوشن ببلدية عيون العصافير ولاية باتنة حالة مأساوية جراء مرض غريب بدأ يفتك بزهرات العائلة بدءا بعائشة البالغة من العمر 12 سنة التي أصيبت منذ 2007 بالتهاب في اللوزتين، ثم التهاب في الجيوب الأنفية و الحنجرة ليتطور المشهد نحو تعفن في العين اليسرى التي انطفأت تماما وسقطت لتصبح ذات عين واحدة، وفي خضم ذلك أصيبت شقيقتها الصغرى لميس 9 سنوات بالتهاب في الشفتين سرعان ما تطور نحو ذات الأعراض التي أصابت أختها الكبرى بدءا بتعفن الأنف والحنجرة، حيث بدأت عينها اليمنى تعرف تقيحا ونزول الدماء وهي مهددة أن تفقدها نهائيا، وتتخوف العائلة أن تمتد الأعراض للصغيرة أميمة البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف. وخلفت المشاهد السريالية لبنات السيدة سهام.ق، زوجة أوشن حالة من اليأس والإحباط وهي ترى عيون بناتها تنطفئ وتجف مثل حبات تين مجففة ليتحولن مع مرور الزمن إلى جثث حية تنتظر عالم السواد، وهي تبكي بشدة كلما سمعت بناتها يصرخن من شدة الألم والذي لا يهدأ سوى بتناول جرعات المورفين للتخفيف من ألم يشبه العويل، وتقول السيدة باكية لقد عجز الأطباء عن تقديم تشخيص دقيق للحالات المستمرة منذ عشر سنوات سواء بباتنة وقسنطينة والعاصمة وسطيف، ما بين التأكيد أنه سرطان ونفي ذلك، وهي الوضعية التي جعلت رغبة المحسنين تذهب سدى بعد ما أرسل بعضهم الملفات لفرنسا، حيث طالبت العيادات الأجنبية تشخيصا دقيقا للحالات. ولم تجد الوالدة المكافحة التي تحملت الأوزار طيلة السنوات الماضية بدا من توجيه مناشدة عاجلة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وعبد المالك بوضياف وزير الصحة من أجل تمكينها من التشخيص المطلوب، حيث تقول: "لقد فقدت ابنتي الكبرى عائشة عينيها وهي تجالد ذلك بالصلاة والدعاء وقيام الليل، لكني لا أريد لشقيقتها لميس أن تعرف ذات المصير، لذا فإني أناشد السلطات والمحسنين ومن له القدرة في مساعدتنا في هذا الكرب المتعاظم يوما بعد آخر"... وحقا من له زاد الصبر الكافي وهو يشاهد مع مرور الزمن انفجار وتساقط عيون فلذات أكباده أمام أم عينيه!