وصلت المحادثات بشأن قائمة العاصمة على مستوى التحالف من أجل النهضة والعدالة والبناء إلى طريق مسدود، بعد أن تشبثت حركة النهضة بأحقيتها في ترؤس القائمة، وفق التقسيم الذي تم الاتفاق عليه بين الأحزاب الثلاثة في جلسات التحالف. وعلى بعد نحو أقل من أسبوع من آجال نهاية إيداع الترشيحات، ما يزال الاحتقان سيد الموقف في ظل تمسك كل طرف بتصوره، فجبهة العدالة تصر على الدفع بالنائب حسن عريبي وحركة البناء تقدم اسم سليمان شنين بديلا، وكلاهما مرفوضان من قبل النهضة باعتبارها صاحبة أحقية تصدر قائمة العاصمة، الأمر الذي ينذر بانفجار قد يعصف حتى بمصير التحالف الذي لم ينقض من عمره سوى أشهر قليلة. وقد راعى هذا التقسيم العنصر المتعلق بجمع نسبة ال 4 بالمائة التي يشترطها القانون العضوي المتعلق بالانتخابات، وهي الورقة التي تخدم النهضة أكثر من غيرها بحكم مشاركتها في التحالف الأخضر في التشريعيات الأخيرة. وإن كانت قوة الضغط مصدرها محيط جاب الله الباحث عن ترسيم حسين عريبي، إلا أن الرافضين لهذا المسعى في حركة النهضة، يدفعون بمبرر رفض قد يكون له تأثير كبير، وهي أن عريبي ليس محل إجماع الشركاء فضلا عن أنه دخل طرفا في الصراعات التي نشبت بين أجنحة السلطة في خلال السنتين الأخيرتين، وهو ما عزز المخاوف من أن يعاقب التحالف في العاصمة، بجريرة لم يكن له دور فيها. ومعلوم أن اتفاق الأحزاب الثلاثة نص على أن تتصدر حركة النهضة رأس قائمة العاصمة، فيما استفادت جبهة العدالة والتنمية من تصدر قائمة عاصمة الشرق قسنطينة، أما عاصمة الغرب وهران فقد منحت لحركة البناء، وقد تم هذا التقسيم بناء على نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي حققت فيها النهضة (كانت جزءا من تكتل الجزائر الخضراء) أرقاما قياسية في العاصمة ب 15 مقعدا، فيما حصدت جبهة العدالة والتنمية مقعدين في قسنطينة، أما وهران فقد منحت لحركة البناء رغم أنها لم تشارك في التشريعيات الأخيرة. ولمواجهة هذا التحدي، أخرجت النهضة ورقة أمينها العام السابق، يزيد بن عائشة، بعدما كان اسم النائب يوسف خبابة، مطروحا بقوة، غير أن تحفظ المكتب الولائي للعاصمة عليه (خبابة)، والدفع بالدكتور عبد الوهاب عبيدات بديلا عنه، كانا وراء تدخل الأمين العام للحركة، محمد ذويبي ليرجح كفة بن عائشة في الأخير.