عرفت حالات التسمم الغذائي انتشارا على أوسع نقاط بالكثير من بلديات ولاية معسكر، الأربعاء، حيث إنه بعدما كانت الحالات المسجلة مقتصرة على عدد من بلديات دائرة غريس، وهي التي تم تحويلها إلى مستشفى عبد القادر دالي فقد تمددت لتشمل بلديات أخرى من بلدية هاشم البعيدة الواقعة في الجنوب الشرقي لعاصمة الولاية وبعيدة عن غريس الواقعة في الجنوب بنحو 40 كيلومترا. وكشف مصدر مسؤول ل "الشروق"، أن مستشفى تيغنيف استقبل، الأربعاء، إلى غاية منتصف النهار 45 حالة تم إدماجها كلها بالمصالح الاستشفائية لإخضاعها للعلاج اللازم وبقيت في تزايد اعتبارا كون ثمة حالات بقيت طيلة نهار الأربعاء تتوافد على مصلحة الاستعجالات. وبالعودة لتطورات الحادثة على مستوى المنطقة فقد ارتفع العدد الثلاثاء إلى 268 حالة من دون احتساب الحالات التي تم فحصها وغادرت مصلحة الاستعجالات في الحين وبلغ عدد الحالات التي تم الإبقاء عليها في المصالح الاستشفائية، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، 86 حالة غير أنه صباح الأربعاء لم يبق منهم سوى 20 حالة 18 طفلا وامرأتان ما يزالون يرقدون في المصالح المختصة. وولدت الحادثة خوفا كبيرا لدى سكان العديد من مناطق الولاية بعد اتساع رقعة حالات التسمم ما جعل وضعية الحذر ترتفع إلى أقصاها. وقد شهدت مصلحتا الاستعجالات لمستشفىيي غريس، وتيغنيف خلال اليومين الفارطين حركة غير عادية بسبب توافد العشرات من المصابين بأعراض التسمم، وكذا أهاليهم لمرافقتهم ومعها أخذت الإشاعة مكانا لها بين المواطنين حول المادة التي تم تناولها خاصة وأن المصابين ينتمون إلى عدة بلديات متباعدة فيما بينها. وعلى صعيد آخر، سارعت السلطات الولائية ممثلة في مديريتي الصحة والتجارة ودائرة وبلدية غريس ومصالح الأمن إلى غلق محل خاص ببيع الحلويات بمدينة غريس وهو الذي اشتبه بأنه هو مصدر الحلويات المسممة مع أخذ عينات من دم المصابين وعينات من المادة المشتبه فيها لإخضاعها للتحاليل التي لن تظهر نتائجها قبل 72 ساعة. يشار أن بلديات دائرة غريس تسجل سنويا حالات تسمم غذائي بأعداد تفوق ما يسجل بمناطق أخرى بالولاية وكان العدد قد ناهز قبل نحو سنتين 500 حالة. من جهتها أكدت مديرية التجارة لولاية معسكر أنها تعتزم تنظيم أيام تحسيسية لفائدة المواطنين حول خطورة الأطعمة ومصدرها غير المراقب وذلك تزامنا وقدوم فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة.