لا تزال عائلة لاغة، المقيمة بحي بوزيد بوسط مدينة خنشلة، تقيم مجلس عزاء لابنها المغدور به في مدينة مرسيليا، منذ أزيد من أسبوعين، في انتظار وصول جثمان فقيدها إلى أرض الوطن، ودفنه بين أهله وذويه. في ظلّ تواصل التحقيقات الأمنية والقضائية في فرنسا لفك خيوط الجريمة النكراء التي راح ضحيتها جمال لاغة، البالغ من العمر 46 سنة، الجمعة ما قبل الماضي، عندما تم طعنه بخنجر ورميه من الطابق الرابع عشر بإحدى عمارات المقاطعة السابعة بمدينة مرسيليا. حيث كشفت مصادرنا أن الشرطة الفرنسية تدخلت الثلاثاء، وقامت بتشميع مسرح الجريمة مع توقيف أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في هذه الجريمة، تتراوح أعمارهم بين 28 سنة و47 سنة، هم جزائري ومغربي بالإضافة إلى فرنسيين اثنين، يعتقد أن لهم علاقة بالجريمة البشعة، التي أودت بالضحية لاغة جمال المغترب المستقر بمدينة مرسيليا التي يملك فيها محلا للجزارة، وهو متزوج من جزائرية، وأب لثلاثة أطفال، وزوجته في مرحلة الحمل. ولا تزال عائلة لاغة التي نصبت خيمة أمام بيتها بحي بوزيد بوسط مدينة خنشلة، لتلقي العزاء في فقيدها تنتظر تدخل السلطات الجزائرية وتسريع عملية نقل جثمانه إلى موطنه، بعد أن باءت كل محاولات زوجته وأطفاله في فرنسا بالفشل، حيث ذكر بعض أفراد العائلة ل "الشروق اليومي"، أن زوجة المرحوم وأطفاله في فرنسا، اتصلوا بمختلف الجهات المعنية لتسليمهم جثة الضحية، وسئموا من الانتظار أمام باب المستشفى الذي توجد فيه الجثّة، الذي يقصدونه يوميا لإتمام إجراءات نقل الجثّة لكنهم لم يتمكنوا من ذلك في ظلّ إصرار السلطات الفرنسية على التحفظ على الجثّة إلى حين إتمام إجراءات التحقيق في الجريمة. في وقت تتلوى فيه عائلة بن لاغة في خنشلة على صفيح ساخن في انتظار وصول الجثّة وإكرامها بالدفن في مقبرة المدينة. حيث تعاني والدته الطاعنة في السن، من صدمة عنيفة ولم تفق منها بعد، ومنذ وصول خبر مقتل ابنها تنتظر كل صباح وصول جثته إلى خنشلة.