خرج الكاتب الإعلامي مراد وزناجي عن صمته وردّ على منتقدي مسلسل وفيلم "ابن باديس" لكونه اشتغل على العمل أكثر من سنة ونصف، وقال إنّ هدف المنتقدين هو زرع الشك وتحطيم الجهود وتغليط الرأي العام وتصفية الحسابات ولعب دور الأب الوصي والتخوين. وأوضح وزناجي في رسالة –تسلمت "الشروق" نسخة منها- أنّ ما دفعه إلى الرد هو أنّ المنتقدين لا يرون النجاح نجاحا إلا إن خرج من أرحامهم، لكن لم يدركوا أنّهم يسيئون بذلك إلى أنفسهم وتاريخهم وصورهم الجميلة التي رسموها ذات يوم. وأضاف: "يبدو أنّ معلوماتهم خاطئة وسطحية وشحيحة حول العمل، ولا علاقة لها لا بالتاريخ ولا بالسينما، وديدنهم هو التخلاط". وأكدّ وزناجي أنّه بصفته مستشارا تاريخيا في العمل، رفقة زملاء آخرين من واجبه الخروج عن واجب التحفظ مؤقتا، متوقفا عند بعض النقاط منها: أنّه تم انتدابه إلى المشاركة في هذا العمل بصفته كاتبا ومشتغلا في الحقل السمعي البصري، وباحثا في تاريخ الجزائر والسينما الثورية، خاصة أنه استفاد من ملازمته الطويلة لشيخ المؤرخين الجزائريين، الراحل الدكتور أبو القاسم سعد الله، ولا يعقل إصدار حكم مسبق على عمل إبداعي لم تتم مشاهدته. وفيلم / مسلسل ابن باديس لن يكون الأخير، بخصوص هذه الشخصية، الأكيد أن هناك أفلاما حول الرجل ستنجز في المستقبل. وعليه يتساءل: لم التخوف من مصير هذا العمل؟ ولم يخف المتحدث أنّ هذا الأمر حدث سابقا مع مشروع فيلم الأمير عبد القادر الذي لا يزال مصيره مجهولا أو معلقا على الأقل، حيث ثار بعض الناس وصرخوا، وكأن الأمر يتعلق بتصوير الفيلم الوحيد والأوحد حول الأمير. ويؤكد وزناجي أنه تم الاتصال بعائلة ابن باديس، وتم اللقاء مع أفرادها في قسنطينة، حيث كان هناك حوار حول بعض الجوانب المرتبطة بالشخصية والعائلة والمدينة (الصور موجودة). إضافة إلى لقاء العديد من الباحثين والمؤرخين والأساتذة، ومنهم باحثون عرب من خارج الوطن، ممن بحثوا في الموضوع، فضلا عن لقاء أفراد العائلات التي لعبت دورا في الحياة السياسية والاجتماعية المحيطة بالراحل عبد الحميد بن باديس. وعن كاتب السيناريو، رابح ظريف، الذي يعدّ ثالث كاتب لسيناريو العمل قال: "انطلقت الرحلة مجددا مع هذا الرجل بعد التحاق الصديق مالك حداد صاحب الموقع الإلكتروني الوحيد الخاص بابن باديس، واسم آخر، علاوة على المنتج المنفذ الذي وفر جميع الإمكانيات والظروف الحسنة لإنجاح العمل، وكان نفسه يعمل ضمن الفريق". وأردف: "اعتمد العمل على أغلب الكتب والمصادر والمذكرات التاريخية والمقالات والدراسات والصور والفيديوهات التي تطرقت إلى حياة ابن باديس والجمعية وتاريخ الجزائر ومدينة قسنطينة ودول الجوار خلال الفترة التي عاشها الرجل، وعدد من الوثائق الأرشيفية الجديدة والخاصة بالبوليس السري الفرنسي الذي كان يتابع تحركات ابن باديس ورجالات الجمعية"، لافتا إلى أن الفريق كان يجمع كل ذلك ويضع له ملخصات وجداول موضوعاتية أو يسلمه مباشرة للسيناريست كمادة خام.