عادت الأصوات المطالبة بضرورة فتح الطريق الالتفافي الذي يربط بين بلديتي برج عمر إدريس بشمال الولاية وبرج الحواس بجنوبها، والذي يعرف بطريق "امڨيد" لترتفع مجددا، بعد استمرار حصد الأرواح على مستوى الطريق الوطني رقم 3 في شطره الرابط بين ايليزي وجانت، والذي وصف دوما ب"طريق الموت". وكان طريق امقيد تاريخيا الشريان الأساسي للنقل بين ولاية ورقلة ومنطقتي برج الحواس وجانت، الولاية الأم حينها، قبل إنشاء ولاية ايليزي في أفريل 1984، وهو طريق يقلص المسافة بين بلديات جنوب ايليزي وولاية ورقلة، بأكثر من 300 كيلومتر، مقارنة بالطريق الوطني رقم 03، رغم أنه لم يكن طريقا معبدا، وتعتبر تضاريسه سهلة، كونها أرض مسطحة وخالية من المنعرجات والمنحدرات، خلافا للطريق الحالي، خاصة في شقه الرابط بين ايليزي وجانت. ولا يعتبر مطلب فتح طريق امقيد، الذي يمر في جزء منه داخل إقليم ولاية تمنراست، إلغاء للطريق الرابط بين ايليزي وجانت، كون المناطق الجنوبية لولاية ايليزي يبقى الطريق الوطني رقم 3 هو الوحيد الذي يربطها بعاصمة الولاية ايليزي، ما يجعل المطلب هو حل موجه لفئة خاصة من المركبات الثقيلة، أو لأصحاب المركبات الخفيفة الذين يتوجهون من ولاية ورقلة، رأسا نحو جنوب ولاية ايليزي، ببلديتيها برج الحواس وجانت، باعتباره خال من المخاطر التي يتميز بها طريق ايليزي - جانت، من تضاريس وعرة وصعبة في أحيان كثيرة، خاصة بالنسبة لغير المعتادين على عبوره. ويعتبر المطالبون بفتح الطريق السالف الذكر، والذي استفادت أجزاء منه من مشاريع لتعبيده على مسافة 150 كيلومتر في إطار المشاريع المسجلة في مدونة قطاع الأشغال العمومية بولاية ايليزي، وتحديدا على مستوى إقليم بلدية برج عمر إدريس نحو قرية امقيد التابعة إداريا لولاية تمنراست، ليصبح بذلك طريق امقيد، حسب الكثيرين حلا، ومنقذا لما يجري من مجازر يومية على مستوى الطريق الوطني، رقم 3 في شطره الرابط بين مدينتي ايليزي وبرج الحواس، حيث تعالت الأصوات المنادية بضرورة التدخل، كما تمت المطالبة بتحريك النواب الجدد للولاية من أجل تبني هذا الملف الذي يبدو أنه تحول إلى حلم صعب المنال، خاصة في ظل الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الوطني، رغم كثرة الأصوات المنادية به، بعد أن تم إغلاقها بواسطة السواتر الترابية في سنوات التسعينيات لأسباب ارتبطت حينها بالوضع الأمني المضطرب الذي عرفته البلاد، والتي لم تعد قائمة في الوقت الحالي، حسب المواطنين وحتى المنتخبين.