تسبب تسرب نفطي وقع خلال اليومين الماضيين، في ضياع كميات ضخمة تعادل مئات البراميل من البترول في حادثة تعتبر ثانية، وفي ظرف أقل من أسبوعين من حادثة أخرى مشابهة، وقعت على مقربة من حقل تيافتي النفطي بولاية إيليزي، وعلى بعد بضعة كيلومترات فقط من الموقع الأول، تسبب تسرب بترولي من الأنابيب، في هلاك عدد من رؤوس الإبل، مما يؤكد بأن الوضع في المنطقة، أصبح يستدعي تدخلا من أعلى مستوى. التسرب اكتشفه وعن طريق الصدفة مواطنون من قرية تيافتي التابعة لبلدية برج عمر ادريس بولاية ايليزي، ووقفوا على تواصل تسرب البترول من الأنبوب، ما شكل بركا كبيرة وامتد إلى مسافات طويلة. وأكد مواطنون للشروق اليومي، بأن التسرب قد تسبب في هلاك عدد من رؤوس الإبل التي تكون قد شربت البترول، وذلك بعد العثور على آثاره بجثثها التي نهشتها الذئاب بالمنطقة، فيما أكدت مصادر موثوقة، بأن التسرب تواصل لساعات طويلة، قبل أن تتدخل مصالح سوناطراك، من أجل إيقاف هذا التسرب، والذي يعود سببه بالدرجة الأولى إلى اهتراء الأنابيب. ومازال مسلسل تسربات البترول متواصلا، في ظل عدم وجود برنامج جدي للتكفل بهذا الإشكال، والذي يشكل خطرا على البيئة الصحراوية، والثروة الحيوانية، فضلا عن الخسائر الاقتصادية، فيما تنادي جمعيات ولائية للبيئة والإبل، إلى ضرورة تدخل السلطات العليا للبلاد، من أجل وضع حد لمعاناة مربي الإبل، إذ أنه وبالرغم من التعويضات المالية التي تسددها بعض الشركات البترولية للمتضررين، إلا أن ذلك لا يعوض الخسائر الحقيقية للمربي، بفقدانه، الثلاثاء، إبل انتظر سنوات للحصول عليها، كما هدد شباب من ولاية ايليزي، بالقيام بوقفة احتجاجية، إثر الحادثة الأخير التي نفق إثرها سبعة رؤوس إبل، نتيجة سقوطها في بركة ناجمة عن تسرب بترولي، وذلك لإجبار الشركات البترولية على وضع حد لما أسموه بالتجاوزات في حق الصحراء بالولاية، وذلك بسبب التسربات البترولية من الأنابيب، بالإضافة إلى أحواض الآبار والمخلفات الكيميائية، والمنتشرة بكثرة في عرض الصحراء. ودقت من جهتها مديرية البيئة ناقوس الخطر حيال ما يحدث بصحراء منطقة تيافتي، حيث أكد المدير في اتصال هاتفي مع الشروق اليومي، بأنه تم رفع تقرير إلى سلطة ضبط المحروقات، ومراسلة وزارة البيئة بهذا الخصوص، في انتظار نزول لجنة تفتيش لمعاينة هذه المواقع المتضررة، واتخاذ الإجراءات اللازمة.