صورة من الأرشيف الطالب المطرود للشروق: لم أستطع الوقوف للنشيد لأني مريض بالدوار تعيش جامعة سكيكدة على وقع توقيف طالب ماجستير عن مواصلة دراسته على بعد شهر من الامتحانات، حيث رفعت إدارة الجامعة دعوى قضائية ضد المعني بتهمة المساس بالرموز الوطنية على خلفية عدم وقوفه أثناء عزف النشيد الوطني خلال ملتقى فكري نظمته الجامعة في احتفالياتها حضره الوزير السابق أحمد جبار.. وأبلغت إدارة الجامعة التي حاولنا أمس الاتصال بها ولكن تزامن التوقيت مع العطلة الأسبوعية حال دون ذلك، أبلغت الطالب بقرار توقيفه النهائي نهاية الأسبوع الماضي بعد أن أحالته على مجلس التأديب الذي خرج بالقرار وهو الإقصاء النهائي من الدراسة مع متابعته قضائيا، ومعلوم أن تهمة المساس بالرموز الوطنية تجر صاحبها إن ثبتت التهمة عليه للسجن، وقامت إدارة جامعة سكيكدة بتوزيع قرار الطرد وإبراقه لكافة جامعات الوطن.. الشروق اليومي اتصلت بالطالب المعني وهو الشاب سفيان مخبي، البالغ من العمر 26 عاما، وهو من قاطني بلدية صالح بوشعور جنوب ولاية سكيكدة، ويدرس في السنة الأولى ماجستير في شعبة الميكانيك، وسألناه عن حيثيات القضية وخلفية هذا القرار، فقال أنه تعرض للظلم، مذكرا بأنه من أسرة ثورية معروفة ووالدته كانت أول من حمل العلم الوطني وخرجت إلى شوارع البلدة للتظاهر في العهد الاستعماري.. وأضاف سفيان بأنه كان دائم التفوق في دراسته و كان الأول على دفعته عام 2009 بمعدل قارب 13 من عشرين من بين قرابة الألف طالب في شعبة الميكانيك، وهو ما جعله يواصل دراسته ويشق طريقة برسالة الماجستير.. وأكثر من ذلك -كما قال- لا يترك أي فرصة وطنية أو ملتقيات فكرية وتاريخية إلا وحضرها، ولكن في يوم الملتقى وخلال عزف النشيد الوطني أحس بالدوران، حيث يعاني -كما قال- من مرض "الدوخة" يجعله يتفادى الوقوف حتى لا يسقط.. وبعد أن اتجهت الأنظار إليه قام شخص بمساءلته عن عدم التزامه الوقوف تحية للنشيد الوطني مثل كل الحضور، ثم قامت الإدارة بتحويله على مجلس التأديب، وقام الطالب المطرود بتكليف محام في سكيكدة للدفاع عنه لاسترجاع حقه المعنوي، لأن إمكانية إنقاذ موسمه معدومة الآن على بعد شهر عن امتحانات السنة أولى ماجستير.. الطالب قال أنه متأكد من استرجاعه حقوقه المعنوية بمجرد أن يقدم ملفه الطبي للعدالة.. وبعد ذلك -كما قال- يتابع الجامعة بما ألحقته في حقه من ضرر معنوي ومادي قد يضيّع مستقبله.