تفاجأت الصحافة الفرنسية التي غطت انتخاب الجالية الجزائرية بالمقاطعات الفرنسية، بالإقبال الكبير للجزائريين على صناديق الاقتراع، حيث وصف بعضها الأجواء ب"الاحتفالية والحماسية" وأخرى ب"الظاهرة"، مع التأكيد على التعبئة الكبيرة والإمكانيات التي سخّرتها السفارة والقنصليات لإنجاح هذا الموعد الانتخابي. رصدت الصحافة الفرنسية وخاصة المحلية منها أجواء انتخاب الجالية الجزائريةبفرنسا ووصفتها بالأجواء الاحتفالية، كما أشارت بالمقابل إلى الإمكانيات الكبيرة التي سخرتها الجزائر عن طريق السفارة من أجل إنجاح هذا الموعد الانتخابي، حيث تحدثت عن ارتفاع ملحوظ لعدد المكاتب والمناطق التي مسّتها، بالإضافة إلى تسخير المئات من الحافلات لنقل كبار السن والقاطنين بعيدا تقوم عليها بعض الجمعيات، مع وضع جهاز أمني يسهر على الانتخابات وتشكيل لجنة تقنية لمتابعتها والوقوف على الاحتجاجات أو النقائص. من جهة أخرى قدّمت الصحف مجموعة من الإحصائيات والأرقام وقارنتها مع رئاسيات 2004، أين سجلت ارتفاعا في عدد المسجلين، بالإضافة إلى ارتفاع عدد المكاتب. وترى هذه الصحف أن الجالية الجزائريةبفرنسا رقم لا يمكن تجاهله أو تجاوزه، إذ تعد فرنسا أكثر 776 ألف مسجل من 20 مليون منتخب جزائري مسجل، حيث أشارت إلى نسبة المشاركة سنة 2004 والتي بلغت 30 إلى 33 بالمائة. إقبال كبير لم تشهده فرنسا مسبقا سجلت أغلب الصحف بكثير من الاستغراب والتساؤل الإقبال الكبير للجالية الجزائريةبفرنسا على الاقتراع وإصرارها الشديد على المشاركة في هذا الموعد الانتخابي، ففيما وصفت الصحيفة المحلية المارسيلية "لا بروفانس" مجريات الانتخابات الرئاسية في مكاتب الانتخاب بكل من "مارسيليا" و"افينيون" بالأجواء الحماسية منذ انطلاقتها أول أمس السبت، لتصف ما حدث بقولها: "عدد الناخبين كان كبيرا جاؤوا ليشاركوا برأيهم وصوتهم في اختيار رئيس الجزائر المقبل"، كما وصفت إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع ب"الظاهرة" التي لم تشهدها فرنسا. في نفس السياق رصدت اليومية "لوباريزيان" أجواء الانتخاب ب"نيس"، حيث نقلت صورة عن تهافت الجزائريين على أداء واجبهم بقولها "أن مكاتب الانتخاب امتلأت عن آخرها منذ الصباح الباكر، بل أن المنظمين وجدوا صعوبة في تأطير العدد الهائل من الناخبين، فالأروقة والساحات كانت ممتلئة عن آخرها"، في نفس الإطار تقول الصحيفة "أنه رغم أن الجزائريين يملكون الوقت للانتخاب حتى الخميس، إلا أنهم توافدوا بقوة صباح يوم السبت". من جانبها أكدت الصحيفة الفرنسية "نوفال روبيبليك" أن الآلاف من الجزائريين المقيمين بفرنسا حرصوا على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بل أن الكثير منهم انتقل إلى مكاتب الاقتراع لكيلومترات بل لمدن مختلفة كمقرات سكناهم ليؤدوا واجبهم. أما اليومية الفرنسية "لا تريبين" فقد أشارت إلى الاهتمام الكبير للجزائريين بالانتخابات وارتفاع عدد المسجلين حيث تحصي السفارة الجزائرية أكثر من 776 ألف مسجل، كما ارتفعت عدد المكاتب إلى 87 مكتب للانتخاب، منها 12 فقط لمحافظة "ليل دو فرونس" وتقول الصحيفة أنه إذا أراد أحد أن ينتخب بقنصلية "بوبينيي" أين ينتخب سكان "سان سان دينيس" يجب أن يقف في طابور طويل أمام المكاتب أل 10 المخصصة للانتخاب في المنطقة" وهذا في وصفها لإقبال المنتخبين. وتقول الصحيفة التي وصفت الإقبال عن الانتخاب بالظاهرة، أنها لمست نفس الاهتمام في "افينيون" حيث امتلأ مكتب الانتخاب عن آخره منذ الصباح الباكر، مشيرة إلى أن "مارسيليا" و"تويت" قد سجلت حوالي 6000 منتخب من بين 70 ألف بالمقاطعة الانتخابية "بوش دي رون". انتخب لأقول أنني جزائري ما لفت انتباه جريدة "بروفانس" هو حضور بعض الجزائريين وخاصة الجزائريات للاقتراع وهم يلبسون أحسن الألبسة التقليدية تعبيرا عن انتماءهم وتقول فيروز 32 سنة بكثير من الحب والتأثر "أريد الصحف الفرنسية لم تنقل فقط الأجواء الحماسية وإقبال الجالية على الانتخابات بل رصدت الكثير من الآراء التي أجمعت على أهمية الانتخاب كواجب وطني وفعل ينمي الإحساس بالانتماء، حيث تؤكد يومية "لو باريزيان" أن الآلاف من الجزائريين المقيمين بفرنسا حرصوا على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بل أن الكثير منهم انتقل إلى مكاتب الاقتراع لكيلومترات بل لمدن ليؤدي واجبهم الوطني. من جانب آخر نقلت الصحيفة صورة عن هذا الاهتمام مثل الشاب نبيل الذي يسكن بمنطقة تسمى "أين" وانتقل إلى "ليون" ليشارك في الانتخابات، حيث يقول أنها "طريقته في التأكيد أنه دائما جزائري"، كما يؤكد بوعلام متقاعد من "نرون" أن صوت الجزائريين بالمهجر وخاصة فرنسا "مهم جدا ويجب أن يسمع"، حيث طالب ان تكون للمهاجرين كلمتهم. أما يومية "نوفال روبيبليك" فتقول أن محمد الذي جاء من "شاتليغول" يقول أن الانتخاب أمر مهم "كل الجالية هنا لا تتحدث إلا عن الانتخاب"وتنقل لنا صحيفة "لو باريزيان" بعض آراء الجزائريين مثل كلثوم التي جاءت من "أيكس أون بروفانس" وتقول أنها من الجيل الجديد وتتمسك بحقها في الانتخاب وتريد النجاح لبوتفيلقة. كما أكد العديد منهم للصحيفة ان مشاركتهم بقوة في هذه الانتخابات هو لدعم الجزائريين بالداخل حتى يقومون بنفس الشيء وإعطاء المثل. إجراءات استثنائية وتعبئة شاملة أشادت كل الصحف المذكورة بالتعبئة الكبيرة التي قامت بها مختلف القنصليات في فرنسا للتحسيس بأهمية الانتخاب وكذلك لتسهيل العملية على الناخبين ومنها فتحها لعدد من المكاتب في مدن ومقاطعات مختلفة. حيث تشير صحيفة "نوفال روبيبليك" إلى أنه لأول مرة تقوم القنصلية الجزائرية ب"نونت" بفتح مكتب للاقتراع في هذه المنطقة، كما قامت بنشر مكاتب الاقتراع في أربع مدن غرب فرنسا، لتسهيل العملية على السكان ونقلت آراء المواطنين، في ذلك يقول أحدهم "كنا من قبل ننتقل مئات الكيلومترات للتصويت بالقنصلية ب"نانت"، لكن هذا العام قدمت الحكومة كل الإمكانيات لتمس أكبر عدد من الجالية الجزائرية". أما صحيفة "لو باريزيان" فتؤكد أن في مرسيليا فتحت سبعة مكاتب أين توافد عليها عدد كبير من المنتخبين، مشيرة إلى وضع قنصل الجزائري ب"مارسيليا" عبد الكريم طواهرية في خدمة الناخبين أكثر من مائة حافلة تؤطرها بعض الجمعيات. كما تؤكد الصحيفة ان القنصلية ب"بوبينيي" أعطتاهتماما بالغا للانتخابات حيث خصصت 10 مكاتب، كما لاحظت الحضور القوي للشرطة في أماكن الاقتراع.