خرج المئات من سكان بلدية بغلية جنوب شرق ولاية بومرداس ليلة أول أمس وصبيحة أمس للشارع، تظاهرا ضدّ عمليات الاختطاف التي تطال سكان المنطقة من قبل الجماعات الإرهابية، والتي استفحلت بشكل رهيب خلال الفترة الأخيرة، باستهداف أثرياء ومقاولي المنطقة على نحو اختطاف شاب من بغلية قبل أيام لم يفرج عنه إلى حد الساعة في انتظار تسليم أهله للفدية. ويأتي موقف السكان ضد ما تقترفه الجماعات الإرهابية من اختطافات للأثرياء بغرض طلب الفدية بعد الهبة الشعبية التي كان سكان بوغني في تيزي وزو أول من قام بها ضد اختطاف "عمي علي" وكان ذلك وراء الإفراج عنه. كما تأتي هذه الحركة أياما قليلة بعد تصريحات التائب "عبد الجبار" أمير "كتيبة الفاروق" الذي أشاد بموقف سكان المنطقة الذين توحدوا كرجل واحد وهبوا لإنقاذ المختطف "عمي علي" من طرف تلك الكتيبة، حيث قال الأمير التائب في تصريح خاص ل"الشروق" إن مواقف مثل هذه من شأنها كبح أي محاولة اختطاف على اعتبار أن الجماعات المسلحة لا تقوى على مواجهة مئات وآلاف السكان. وقد قام السكان بغلق الطريق الوطني رقم 25، مستعملين الحجارة والمتاريس، كما أضرموا النيران في العجلات المطاطية، مشلّين حركة المرور، ومطالبين بتغطية أمنية فعالة تحول دون استهدافهم. وتأتي الانتفاضة الشعبية على خلفية اختطاف شاب آخر من نفس المنطقة من طرف مجموعة إرهابية، حينما كان عائدا من مقر عمله، وهي العملية الثانية بعد أسبوع واحد من اختطاف شاب آخر من عائلة ثرية، يبلغ من العمر حوالي 30 سنة، ولم يطلق سراحه إلى حدّ الآن، بعدما طالبت الجماعة الإرهابية المختطفة من ذويه دفع فدية قدرها ملياريّ سنتيم. فضلا عن عمليات مشابهة متسلسلة شهدتها المنطقة، يذهب سكانها كضحايا في كل مرة، ما دفع بخروج سكان المنطقة للشارع مطالبين بقطع دابر الظاهرة نهائيا في ظلّ استفحالها، حيث كشفت مصالح الدرك الأسبوع الماضي أنها بلغت 23 عملية اختطاف خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، و163 حالة تهديد كتابي وشفهي.