تعرف معظم مساجد ولاية أدرار عبر بلدياتها المنتشرة بالدوائر ال 11 مع بداية ظهيرة كل يوم، توافد العشرات من الرعايا الأفارقة المسلمين والصائمين للاحتماء بداخلها من الحرارة المرتفعة التي تفوق خلال شهر رمضان الكريم ال 40 درجة مئوية. وتنعدم بالولاية مرافق مكيفة يمكن أن تجمع الرعايا الأفارقة خلال شهر رمضان المعظم، خاصة منهم الصائمون الذين يقضون النهار كله في العمل الشاق وخلال فترة الظهيرة، المتزامنة مع بلوغ درجات الحرارة إلى ذروتها بولاية أدرار، حيث تجدهم يبحثون عن أمكنة مريحة يحتمون فيها من لفح الحرارة وإكمال يومهم. ويرفض الكثير من المهاجرين الأفارقة الإفطار، رغم الحر الشديد وظروفهم المعيشية الصعبة، وبعدهم عن أهاليهم، كل هذا يدفعهم للجوء إلى المساجد وقت الظهيرة كون معظمها مكيف، وهذا لتمضية الوقت وضمان صلاة الجماعة. وكان العديد من المشرفين على خدمة المساجد بأدرار يرفضون قبل حلول الشهر الفضيل نوم الأفارقة في المساجد، أو قضاء وقت طويل بداخلها، إلا أنهم وخلال شهر رمضان المعظم الجاري، وبسبب حرص هؤلاء المواطنين على أداء عبادتهم على أحسن وجه سمح لهم بالبقاء داخل المساجد من وقت الظهيرة إلى حين اقتراب وقت أذان المغرب، بل أصبحوا يشاركون المصلين في نظافة المسجد وقراءة القرآن جماعيا. وعادة ما يحضر الأفارقة الدروس التي تقام مساء وليلا بالمساجد، وهو ما جعل السكان يحبونهم ويقتربون منهم، ويسارعون إلى إفطارهم طمعا في كسب الثواب والأجر، وهو ما وقفنا عليه في العديد من المساجد التي زرناها، وعندما سألنا القائمين على هذه المساجد عن السبب في السماح لهم بالبقاء وحتى النوم داخل المساجد من وقت الظهيرة إلى المغرب، أجمعوا كلهم بأن شهر رمضان شهر الرحمة والمودة، وبما أنهم مسلمون ويصومون رمضان كباقي المسلمين الجزائريين كان لزاما علينا احترامهم ومد يد العون لهم من أجل أداء فريضتهم المتمثلة في الصيام على أكمل وجه، كون ديننا يحثنا على ذلك، خاصة عندما يكون المواطنون يتوفرون على كل ما من شأنه مساعدتهم على الصيام.