يحجون بالآلاف.. يقطعون عشرات الكيلومترات ويستعملون سرعة تفوق 100 كم/سا لإقتناء "شربات" أو "زلابية" بوفاريك.. لكنهم في الأخير يقعون في فخ الرادارات "الواعرة" كما أطلق عليها رجال الدرك المختصين في أمن الطرقات.. فبين التوسل واستعطاف أصحاب البدلة الخضراء تحت غطاء "شهر الرحمة والغفران" فإن أجهزة قياس السرعة لا تعترف إلا بالأرقام التي يلتقطها الرادار والذي يلزم هؤلاء الصائمين على دفع 10 أضعاف ثمن الزلابية والشربات عن طريق "البروسيات". دفعت 2000 دينار بسبب لهفتي على شراء زلابية... وأنا 4 الاف دينار من أجل شربات بوفاريك.. الوقت داهمني والمغرب لا يفصلنا عنه سوى دقائق... لكن يبدو أن لا زلابية ولا شربات بوفاريك ولا هم يحزنون. هي عبارات لشباب من "عشاق السرعة"، تم رصدهم من طرف "الرادار" على مستوى محول بوفاريك بالمدخل الغربي للجزائر العاصمة بسبب تجاوز سرعة السير 100 كلم/ سا لتكون النتيجة حتمية وهي سحب رخص السياقة وتحرير "البروسي".
ضحايا الزلابية والشاربات يقعون في الفخ في حدود الساعة السادسة من مساء الأحد، لا يفصلنا إلا ساعتان عن موعد أذان المغرب، رافقنا مصالح الدرك لولاية البليدة، بقيادة قائد المجموعة الإقليمية العقيد أحمد رماتي وعدد من ضباطه ومختلف التشكيلات التابعة له، إلى جانب الرائد عبد القادر بيزيو من خلية الاتصال بقيادة الدرك،وجهتنا الأولى كانت الحاجز الأمني بمحول بوفاريك، باعتباره أكبر حاجز يرصد أكبر عدد من المخالفات المرورية لاسيما السرعة، حيث وقفنا على حالات لمواطنين يتنقلون عشرات الكيلومترات لشراء الزلابية وشربات بوفاريك .. إلا أن العديد منهم وقعوا في فخ رادار "الواعرة" كما أكده لنا دركي كان بصدد تحرير غرامات جزافية بعد أن سحب رخصة السياقة لأحد الشباب القادمين من ولاية المدية، بسبب استعماله لسرعة فاقت 110 كلم/سا، وبعد أن فشلت كل محاولات الاستعطاف قال لنا "والله راهم ضربوني ببروسي تع 2000 دج، مع سحب رخصة سياقتي"، مؤكدا أنه لو كان يعلم بذلك لم يقطع 12 كلم من أجل زلابية تع بوفاريك، وهي نفس العبارات قالها لنا كهل في الخمسينيات، والذي قال لنا وهو يتوسل أحد رجال الدرك "ياوليدي جيت على لتر شربات بوفاريك عشيت في بروسي تع 4 ألاف دينار وتزيد تنحيني البيرمي..". وفي السياق، أكد المقدم أحمد رماتي أن محول بوفاريك يعتبر من بين النقاط السوداء التي تعرف مجازر رهيبة، باعتباره المدخل الغربي للعاصمة، حيث تسجل مرور 7 آلاف مركبة يوميا، فيما يتم رصد 66 مخالفة رادار كل يوم ليتضاعف العدد خلال هذا الشهر الكريم، فيما تم سحب 335 رخصة سياقة خلال ال 10 أيام الأخيرة، وشدد ذات المسؤول أن الدرك سيواصل تركيزه على استغلال التكنولوجيات الحديثة في مجال مكافحة الأمن المروري وهذا بالتنسيق مع كل الفاعلين في الميدان، وسيواصل الجهود في مجابهة المخالفة الأكثر تسبّبا لحوادث المرور وهي السرعة، بانتشار مدروس لأجهزة قياس السرعة. وبلغة الأرقام وحسب الإحصائيات التي تحصلنا عليها في عين المكان، فإن الرادارات التي يتم تنصيبها من مصالح الدرك سواء الثابتة أو المتحركة أنقذت أزيد من 100 ألف جزائري من موت محتوم بسبب استعمالهم ل"السرعة الجنونية" عبر مختلف الولايات.
تشكيل أمني لتأمين المساجد والفضاءات العمومية والمراكز التجارية قبل آذان المغرب ب 5 دقائق وقفنا على التشكيل الأمني الذي سخرته المجموعة الإقليمية لدرك الوطني لبليدة لما يعرف بموائد الرحمة الواقعة بمحاذاة الطريق السريع في منطقة بني مراد وموزاية والشفة، حيث وقفنا على مشاهد تقشعر لها الأبدان و تقول "الحمد لله مازال الخير ومازال أصحابها".. حيث أن هذه الأماكن المخصصة لإفطار الصائمين وعابري السبيل كانت تعج كخلية نحل، بالنساء، الأطفال، الشباب والشيوخ، حقيقة فإنك تشعر بالجو العائلي الرمضاني، ومازاد من حرارة المشهد، على غير العادة، هو تجند رجال الدرك لتوجيه عابري السبيل وأصحاب المركبات والشاحنات للتوقف لنقاط المراقبة ، ولكن من أجل إكرامهم بوجبة إفطار ساخنة على شرف الصائمين المسافرين. وجهتنا الثانية مباشرة بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار، كانت المساجد الواقعة في اختصاص إقليم الدرك، حيث وقفنا على التشكيلات الأمنية الثابتة والمتنقلة التي سخرتها المجموعة الإقيليمة لدرك البليدة لتأمين المصلين أثناء أداء صلاة التراويح، حيث أكد قائد الكتيبة الإقليمية لدرك العفرون الرائد خوجة مولاي أنه سعيا للحفاظ على النظام العام - "تم وضع التشكيل الأمني على مستوى مختلف التشكيلات العملياتية الثابتة والمتنقلة لاسيما عبر الطرقات الرئيسية والثانوية بالمناطق الحضرية والشبه حضرية مع تشديد المراقبة والتفتيش عبر الحواجز وتكثيف التواجد عبر الأماكن التي يتوافد عليها المواطن لتجسيد تواجد دائم وفعال في الميدان لعناصر الدرك الوطني لضمان مراقبة فعالة للإقليم وشبكة الطرقات". وأشار رئيس قائد الفرقة الإقليمية لدرك موزاية إلى إجراءات تخص تكثيف التواجد بالفضاءات العمومية للترفيه والمراكز التجارية والمساجد وغيرها من الأماكن التي يتوافد عليها المواطنين والعائلات، وهو الإجراء الذي وقفت عليه "الشروق" إلى ساعات متأخرة من صبيحة الإثنين.