تستعد ولاية سطيف لاستقبال 18 ألف مهاجر لقضاء العطلة الصيفية في وطنهم الأم، حيث يشدهم الحنين إلى الجلسات العائلية والجولات في الأزقة والبراري. رحلات العودة انطلقت منذ يومين وبدأ التوافد على مطار 8 ماي 45 بسطيف الذي يستقبل يوميا طائرات من فرنسا على متنها جزائريون مقيمون في مختلف المدن الفرنسية، خاصة ليون، التي تضم إحدى أكبر الجاليات الجزائرية، التي تأتي على رأسها جالية سطيف التي تشكل الأغلبية في فرنسا، ما خلق حيوية بمطار سطيف هذه الأيام ودفع بالسلطات الولائية إلى الإشراف عن قرب على استقبال المغتربين وسط تسهيلات جمركية متميزة تتعلق بالدرجة الأولى بتفعيل الرواق الأخضر المخصص للمسافرين الذين لا يملكون أشياء تستحق المراقبة، وبالتالي يمكنهم العبور مباشرة دون تفتيش وهو الرواق الذي تم استحداثه على مدار العام ويسمح للمغتربين بربح الوقت والمرور دون انتظار في المطار. كما تم تقديم تسهيلات للمهاجرين تتعلق بالتصريح بالعملة الذي يمكن أن يتم عبر الإنترنت دون تعقيدات إدارية. وحسب الوافدين من فرنسا على مطار 8 ماي بسطيف، فإن العطلة هذا العام انطلقت مبكرا وبدأت بعد العيد مباشرة وستستمر إلى غاية شهر سبتمبر. وبالرغم من أن سطيف لا تزال ورشة مفتوحة بسبب أشغال الترامواي، فإن الفرصة مواتية لزيارة القرى والمناطق الخضراء بالجهة الشمالية للولاية، بالإضافة إلى التركيز على الاستجمام في شواطئ بجاية وجيجل التي يعتبرها المغتربون من أفضل الشواطئ في البحر الأبيض المتوسط بما فيها الكورنيش الجيجلي الذي يستهوي المهاجرين ولا يجدون له مثيلا في أوروبا. عودة المغتربين تعني أيضا إنعاش التجارة المحلية خاصة بمدينتي سطيفوالعلمة حيث ينتظر أن يعرف حي دبي التجاري اكتساحا من طرف المقيمين بفرنسا، الذين يفضلون اقتناء الأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية من العلمة بسبب أسعارها المغرية. وينتظر أن يسهم المغتربون في إنعاش تجارة العملة بإغراق السوق بالأورو وتلبية الطلب في هذه الفترة الحساسة. وإذا كانت التسهيلات قد ضبطت في مطار 8 ماي 45 فما يتمناه المغتربون هو استمرار التسهيلات وامتدادها إلى مختلف الإدارات والأماكن العمومية والسياحية حتى يبقى الحنين يشدهم إلى هذا الوطن.