أدى الجفاف وتراجع منسوب سد القصب بالمسيلة نتيجة تراكم الأوحال به إلى أزمة عطش حادة أضرت بعشرات الأشجار المثمرة على مستوى بلدية المسيلة والمطارفة وحولتها إلى مجرد أكوام حطب قابلة للاشتعال يقول عديد الفلاحين في حديثهم إلى "الشروق". المعنيون أكدوا أنهم دقوا ناقوس الخطر منذ أكثر من 5 سنوات حول الكارثة التي آلت إليها حقول وبساتين الأشجار المثمرة وتحديدا أشجار المشمش حيث المسيلة تشتهر بهذه الفاكهة، لكن تقلص فرص السقي بمياه سد القصب وحالة الجفاف التي تضرب المنطقة منذ سنوات عصفت بمئات الأشجار وحولتها إلى مجرد حطب يابس، وهي الوضعية التي أجبرت الفلاحين إلى إزالتها دون بديل يذكر، لكنهم بالمقابل سعوا في كل الاتجاهات بهدف تدخل المصالح ذات الصلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلا أن خطر الجفاف وانكماش فرص السقي بمياه سد القصب نتيجة الوضعية التي يوجد عليها والمتمثلة في ارتفاع نسبة الطمي وتراجع منسوب مياه بشكل رهيب خاصة هذه الأيام كل ذلك يقول عدد من المختصين انعكس سلبا على حقول الأشجار المثمرة بالمسيلة، بالإضافة إلى أن شبكة السواقي الإسمنتية التي تعود هندستها الأولى وانتشارها إلى الحقبة الاستعمارية، لكنها في فترة من الفترات تعرضت للخراب والإهمال لسنوات الأمر الذي اضطر بعض الفلاحين إلى العودة للسواقي التقليدية الترابية، ويجري في الوقت الراهن تجديدها على مساحة معينة كل هذه الظروف ساهمت في تدهور المساحات المغروسة بالأشجار المثمرة. وفي كل زيارة لوزراء لموارد المائية المتعقبين، كانوا يشددون على ضرورة الإسراع في عملية إزالة أطنان الطمي التي خنقت السد وحولته إلى مجرد بركة مائية غير قادرة على تلبية مطالب مئات الفلاحين بالمنطقة. وكان سد القصب الذي يعود استغلاله إلى حدود 1940 يسقي حوالي 13 ألف هكتار، لكن توحله أدى إلى تراجع المساحة التي يغطيها إلى حوالي 4800 هكتار فقط بحسب بعض المصادر وقد ساهمت وضعية تدهور حقول الأشجار المثمرة في استفحال ظاهر الزحف العمراني على حساب الأراضي الزراعية، بل هناك حقول كانت تنتج اطنن من فاكهة المشمش تحولت بقدرة قادر إلى قطع أرضية صالحة للبناء أمام صمت الجهات المعنية. وقال فلاحون إن أشجارهم تحولت إلى أخشاب وحطب يابس قابل للاشتعال.