أكد فلاحو المناطق المشهورة بأشجار المشمش وإنتاج كميات كبيرة من هذه الفاكهة كل سنة، أن إنتاج المشمش بات مهددا في مواطنه بسبب شح موارد السقي ببلديات الجهة الجنوبية الغربية لولاية باتنة وخاصة بالمحيطات الفلاحية للمشمش كنقاوس سفيان وبومقر وما جاورها، وأصبح يهدد مساحات كبيرة من بساتين الأشجار المثمرة بالجفاف، ويطالب الفلاحون في هذا السياق المصالح المعنية برفع التضييق ومنحهم التراخيص لحفر الآبار وإنقاذ الأشجار المهددة بالجفاف. فبمنطقة سفيان أكد فلاحون أنهم يعتمدون على منبع رأس العين في سقي مئات الهكتارات عن طريق نظام التناوب وهو ما لم يعد يفي بالغرض حسبهم، موضحين أن الدور أصبح لا يصل الواحد منهم إلا مرة في 15 يوما وهو ما يهدد الأشجار بالجفاف ويحد من توسيع غرس الأشجار. وقالوا إن شح مورد السقي دفعهم إلى استبدال غرس أشجار المشمش بأشجار الزيتون لكون هذا لأخيرة تقاوم الجفاف ولا تتطلب كميات كبيرة من الماء عكس أشجار المشمش. وفي هذا السياق قالوا إن المشمش معرض للتلف في حال نضوجه وعدم تسويقه وهو ما يتعرضون له في كثير من الأحيان، وانعدام مورد السقي دفعهم لتوسيع غرس أشجار الزيتون بدل المشمش. مدير الموارد المائية أكد أن الجهة الجنوبية الغربية من الولاية تعرف نضوب وجفاف الطبقات الجوفية للمياه بسبب استنزافها وأن منح التراخيص لحفر مناقب وآبار جديدة يتم بالتنسيق مع المصالح الفلاحية بدراسة ملفات الجمعيات الفلاحية التي تضم عديد الفلاحين حتى تستغل الآبار بصفة جماعية. وأضاف المسؤول أن نضوب الطبقة الجوفية بلغ حد استخراج الرمل بدل المياه في بعض البلديات كالجزار وبريكة. وفي هذا السياق أوضح مدير الفلاحة أن بعض الفلاحين يفضلون الطريقة التقليدية باستعمال السواقي ما يتسبب في هدر كميات كبيرة من الماء بالإضافة إلى التسبب في تضخيم جذوع وأغصان الأشجار دون فائدة ترجى رغم ما تقدمه المصالح الفلاحية من دعم في إطار تقنيات الري والسقي الجديدة.