دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الجمعة، إلى الحوار لحل الأزمة السياسية بين بلاده وأربع دول عربية وقال إن أي محادثات يجب أن تحترم السيادة الوطنية لبلاده ولكن من غير المحتمل أن تُنهي هذه الدعوة الخلاف. وقال الشيخ تميم في أول كلمة له منذ أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بالدوحة، إن الحياة تمضي بشكل طبيعي في بلاده برغم "الحصار". وقطعت الدول الأربع علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات الشهر الماضي متهمة إياها بتمويل جماعات متطرفة ودعم الإرهاب وهو ما نفاه الأمير. وقال الشيخ تميم في كلمته التي بثها التلفزيون: "قطر تحارب الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط وثمة اعتراف دولي بجهود قطر في هذا المضمار". وألقى الشيخ تميم هذه الكلمة بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أن الولاياتالمتحدة راضية عن جهود قطر لتنفيذ اتفاق يهدف إلى مكافحة تمويل الإرهاب وحثه الدول الأربع على رفع "الحصار البري". وتأتي كلمته أيضاً قبل أيام من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقطر والسعودية والكويت في محاولة لحل الخلاف. وأبدى أردوغان دعمه لقطر في هذه الأزمة. وكان تيلرسون قد وقع على اتفاق مع قطر في وقت سابق من الشهر الجاري وخلال جولة من الدبلوماسية المكوكية لمكافحة تمويل الإرهاب في إطار جهود تقودها الكويت لحل الأزمة. ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الدول العربية الأربع ولكن مستشاراً بالبلاط الملكي السعودي وصف دعوة الشيخ تميم بأنها جزء من كلمة إنشائية كتبها طالب بمدرسة. وقال سعود القحطاني على حسابه على موقع تويتر: "كلمة إنشائية أعدها عزمي بشارة لتميم لو كتبها طالب بالمرحلة المتوسطة في حصة التعبير لرسب". وأدان أيضاً معلقون استضافتهم قناة العربية كلمة الشيخ تميم. وقال علي النعيمي رئيس تحرير بوابة العين الإلكترونية في أبو ظبي: "صَمَت دهراً ونطق زوراً وبهتاناً.. خطاب عناد يبعث رسائل أن قطر لن تتوقف عن دعم الإرهاب". حملة "مخططة سلفاً" وتدور الأزمة حول اتهامات بأن قطر تدعم جماعات إسلامية متشددة من بينها جماعات في سوريا وليبيا وبأنها تستضيف أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين. وبدأت الأزمة بعد ظهور كلمة للشيخ تميم على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية الرسمية في أواخر ماي والتي قالت قطر إن الشيخ تميم لم يلقها مطلقاً وأشارت إلى أن موقعها الإلكتروني تعرض لاختراق من إحدى جاراتها مشيرة إلى الإمارات. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي نقلاً عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية، أن الإمارات رتبت لاختراق وسائل التواصل والمواقع الإخبارية التابعة للحكومة القطرية من أجل إرسال هذه التصريحات الحادة ولكن الكاذبة. ونفت الإمارات أي دور لها في ذلك. ووصف الشيخ تميم العقوبات بأنها حملة خُططت سلفاً ضد قطر ووصفها بأنها عمل عدواني ضد السياسة الخارجية للدوحة. وقال "تبين للقاصي والداني أن هذه الحملة خططت سلفاً وقام مخططوها بزرع تصريحات لتضليل الرأي العام ودول العالم". وقال في دعوته للحوار: "آن الأوان لوقف تحميل الشعوب ثمن الخلافات السياسية بين الحكومات.. (يجب) أن يكون الحل في إطار احترام سيادة كل دولة وإرادتها".