قال النائب العام القطري، علي بن فطيس المري، إن اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية نفذته دول مجاورة تشارك في الحصار على قطر. وأوضح المري، مساء الثلاثاء، أن ”الأدلة التي بحوزتنا كافية لتوجيه الاتهام لدول الحصار”. وتعليقاً على اتهام السعودية والإمارات والبحرين، لقطر بدعم الإرهاب: قال النائب العام القطري إن ”القائمة التي أعدتها دول عربية للمشتبه بأنهم إرهابيون على صلة بدولة قطر، لا أساس لها”. وفي السياق، أعربت الخارجية الأمريكية عن اندهاشها لعدم تقديم الدول التي تحاصر قطر لائحة بشكاواها ضد الدوحة حتى الآن. وأكدت أنه كلما طال انتظار شكاوى تلك الدول زادت الشكوك بشأن الإجراءات التي تتخذها ضد قطر. من جهته جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعمه الكامل لجهود الكويت من أجل حل الأزمة الخليجية. وقالت الخارجية الأمريكية ”في ظل عدم تقديم دول خليجية شكواها حتى الآن ضد قطر، يساورنا سؤال؛ هل الإجراءات التي اتخذتها الدول ضد قطر نابعة فعلا من قلقها إزاء مزاعم بدعم قطر للإرهاب، أم أنها متعلقة بمشاكل ولائمة قديمة بين دول مجلس التعاون الخليجي”. وأضافت الخارجية الأمريكية أنها تشجع كل الأطراف على تخفيف حدة التوتر والبدء بحوار بناء، وقالت ”ندعوهم للتركيز على الهدف الجوهري والدولي، وهو محاربة الإرهاب، إيفاء منهم بالتزاماتهم التي قطعوها في الرياض”، مشيرة إلى أن الوزير ريكس تيلرسون أجرى عشرين مكالمة هاتفية بهدف حل الأزمة الخليجية منذ اندلاعها. وقطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين في الخامس من جوان الحالي علاقاتها الدبلوماسية بقطر بسبب علاقات الدوحة بإيران ودعم جماعات متطرفة. وجاء قرار قطع العلاقات مع قطر بعد أسبوعين من اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، في 24 ماي الماضي، ونشر تصريحات منسوبة للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول دور حركات سياسية في المنطقة، أعقبتها حملة انتقادات غير مسبوقة من وسائل إعلام سعودية وإماراتية ضد قطر وأميرها. واعتبرت وسائل إعلام قطرية مسارعة نضيرتها السعودية والإماراتية إلى نشر تلك التصريحات على الرغم من نفي الدوحة لها رسميا، ”مؤامرة” تم تدبيرها للنيل من قطر وقيادتها. ووافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قانون إرسال قوات تركية إلى قطر في الثامن جوان، في خطوة تمثل تعبيرا عن دعم أنقرة للدوحة. وتعود جذور الأزمة بين قطر وجيرانها الخليجيين إلى العام 2014 عندما سحبت الدول الثلاث سفراءها من الدوحة، على خلفية تباين مواقفهم مع قطر حيال جماعة الإخوان المسلمين والقيادة المصرية الجديدة بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد السلطة، واستقبال قطر لعدد من قيادات الإخوان المسلمين والنشاط الإعلامي على أراضيها وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي. وبعد جهود وساطة قادتها الكويت حتى نهاية أوت 2014، اتفق القادة الخليجيون على عودة سفرائهم إلى الدوحة، لكن العلاقات ما فتئت تتوتر مجددا، على خلفية تصريحات نسبت للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول دور حركات سياسية في المنطقة. وتنفي قطر الاتهامات التي وجهتها لها تلك الدول، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.