سلطنة عمان مع اقتراب اعصار فيت رفعت اللجنة الوطنية للدفاع المدني في سلطنة عُمان درجة الاستعداد لمواجهة إعصار "فيت" إلى اللون البرتقالي، حيث ارتفعت درجة تصنيف الإعصار إلى الدرجة الثالثة، بعد أن اقترب الإعصار من السواحل المنطقة الشرقية، حيث بدأت الأمطار الغزيرة تسقط على جزيرة مصيرة، فيما تبلغ سرعة الرياح 180 كيلومتراً في الساعة. ومن المتوقع أن يبدأ تعرض سواحل المنطقة الشرقية وبعض الأجزاء الشمالية من السلطنة للأحوال الجوية العاصفة ابتداءً من مساء الخميس. ودعت اللجنة الوطنية للدفاع المدني العمانية المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر، وتجنب الأماكن المنخفضة وعدم الخروج من المنازل أثناء هطول الأمطار أو المجازفة بعبور الأودية، ونصحتهم بضرورة اللجوء قدر الإمكان إلى المناطق الأكثر أمناً، بسبب تعذر تقديم أي مساعدة لبعض المناطق نتيجة سوء الأحوال الجوية وجريان الأودية. وكان سلاح الجو العُماني وشرطة عُمان والطيران العُماني قاموا بإجلاء جميع المواطنين من جزيرة مصيرة إلى أماكن أكثر أمناً، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء العمانية. كذلك أعلن في عمان عن تعطيل الدراسة في المعاهد والمدارس وكذلك كافة وحدات الجهاز الإداري للدولة، نظراً "لبعض الأنواء المناخية السائدة خلال هذه الفترة، والتي يتوقع أن تستمر خلال الأيام القليلة القادمة." وكان هطول الأمطار قد بدأ على جزيرة مصيرة وولاية صور، فيما كشفت آخر صور الأقمار الصناعية وخرائط الطقس إلى تمركز الإعصار المداري "فيت" غربي بحر العرب، على خط عرض 18.54 درجة شمالاً وخط طول 59.4 درجة شرقاً، ويبعد المركز عن جزيرة مصيرة 180 كيلومتر تقريباً. ويواصل "فيت" التحرك باتجاه الشمالي الغربي بسرعة 8 كيلومترات في الساعة، فيما تشير آخر التوقعات إلى اقتراب مركز الإعصار من جزيرة مصيرة خلال الساعات القادمة، ليؤثر على المنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى. وقالت وكالة الأنباء العمانية إنه "من المحتمل أن يمتد تأثير السحب الركامية لاحقاً ليشمل محافظة مسقط ومناطق الداخلية والباطنة خلال الفترة مابين مساء الخميس إلى يوم السبت، ومن المتوقع أن تكون الأمطار رعدية شديدة الغزارة مصحوبة برياح عاصفة تؤدى إلى جريان الأودية. وكانت السلطات العُمان بدأت الأربعاء، ترحيل سكان المناطق الساحلية إلى المناطق الداخلية، تحسباً لإعصار "فيت"، الذي يتجمع قبالة السواحل العُمانية، ومن المتوقع أن يضرب المناطق الساحلية خلال ساعات، وسط مخاوف من أن الإعصار قد يكون الأقوى الذي يضرب منطقة الخليج. وفيما قام الطيران العُماني، وطائرات سلاح الجو السلطاني، وكذلك طائرات الشرطة، بإجلاء آلاف المواطنين من جزيرة "مصيرة"، إلى مناطق أكثر أمناً، أصدرت السلطات تحذيراً إلى سكان ولايات المنطقة الشرقية، وطلبت منهم سرعة التوجه إلى المناطق المرتفعة، وتجنب الأماكن المنخفضة، مشيرةً إلى أنه من المتوقع أن يصاحب الإعصار أمطار شديدة الغزارة، وتعقبها أودية جارفة. إلى ذلك، أكد الفريق مالك بن سليمان المعمري، المفتش العام للشرطة والجمارك رئيس اللجنة الوطنية للدفاع المدني، أن السلطنة مستعدة لمواجهة الأنواء المناخية، التي من المحتمل أن تؤثر على بعض المناطق الشرقية من البلاد، وأنه تم وضع كافة الاستعدادات اللازمة حيال ذلك. وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن العاصفة المدارية، التي تكونت في بحر العرب، تحولت إلى إعصار اعتباراً من ظهر الأربعاء/ ويتجه نحو الشمال الغربي باتجاه سواحل السلطنة وأشار إلى أن هذه الحالة الجوية تشبه تقريباً الأنواء المناخية التي تعرضت لها السلطنة في جويلية عام 2007، موضحاً أنه من المحتمل بدء تأثير هذه الحالة على شواطئ السلطنة في حدود الساعة الرابعة من عصر الخميس، وتستمر حتى مساء الجمعة. وتسبب إعصار "غونو"، الذي ضرب السواحل العُمانية عام 2007، في سقوط 15 قتيلاً على الأقل، وإحداث خسائر مادية قدرت بالملايين، جراء تدمير البنية التحتية للعديد من القرى والبلدات، بالإضافة إلى خسائر أخرى بأكثر من 200 مليون دولار بسبب توقف صادرات النفط.