كشف خريج علوم الشريعة بجامعة وهران سنة 2010 بشهادة ليسانس في علوم الشريعة، موسى بلغيث البالغ من العمر 29 عاما، في تصريحات ل"الشرق"، أنه اعتنق الطريقة الكركرية عن طريق الموقع الإلكتروني الرسمي للطريقة. وجاء ذلك حسب المتحدث في سياق رحلة البحث عن شيخ يقربه إلى معرفة الله، انطلاقا من اعتقاده الجازم أن معرفة الله واجبة على كل مسلم، ولا تتحقق إلا بصحبة الشيخ العارف الكامل صاحب الإذن والسند الصحيح، حيث تشكلت لدى موسى بلغيث مريد الطريقة العلوية سابقا، أن هذه الصفات تجلت له في شيخ الطريقة الكركرية، محمد فوزي الكركري الذي زاره موسى في مقر الزاوية بقرية العروي بمدينة الناظور المغربية، حيث أكد محدثنا أن أتباع الشيخ فوزي الكركري هم من فقراء الطريقة العلوية "وبايعناه لتوفره على المشيخة".
موسى بلغيث.. من مؤذن إلى قائد للطائفة الكركرية؟! موسى بلغيث، وهو مؤذن بمسجد دوار أولاد قدور التابع إداريا لبلدية بن عبد المالك رمضان في إطار عقود ما قبل التشغيل منذ سنة 2014، كشف بأن لديه إلمام واسع بعلم التصوف بحكم تخصصه في علوم الشريعة وكذا من خلال احتكاكه الدائم بحلقات الذكر على مستوى الزاوية العلوية والبوزيدية منذ سنة 2004 والتي يعد من أحد مريديها، غير أنه لم تتحقق له غاية العثور على شيخ يربط به صلته مع الله، الأمر الذي دفعه إلى مواصلة البحث معترفا في الوقت ذاته أن شيخ الطريقة الكركرية، محمد فوزي الكركري، يعتبر من أبرز الموردين للطريقة العلوية نسبة للشيخ سيدي أحمد مصطفى العلوي، حيث سبق له مبايعة شيوخ الطريقة العلوية في المغرب على غرار الشيخ مولاي الحسن، ومولاي الطاهر. وعن سفريته إلى مقر الطريقة الكركرية في منطقة الناظور المغربية أين مكث حوالي شهر في زيارات متقطعة منذ سنة 2016، كشف محدثنا، أن الطريقة لها أتباع من جنسيات مختلفة، من دول إسلامية وأجنبية، بينهم 10 جزائريين أعلنوا البيعة لشيخ الطريقة، حيث ينشطون اليوم على مستوى عدة ولايات جزائرية على غرار مستغانم، بجاية، الجزائر العاصمة، غرداية، جيجل، أدرار والتي تعد معقلا لمريدي الطريقة الكركرية بالنظر للعدد الكبير للأتباع، أما على مستوى مدينة مستغانم، تحصي الطريقة الكركارية 20 فقيرا، يزاولون طقوس الحضرة والخلوة، على مستوى مسكن مقدم الطريقة المدعو بلقاسم.ب في حي سيدي المجدوب، حيث سبق لهذا المقدم، أن اشتغل إماما بمسجد الزاوية العلوية في حي تجديت العتيق. ويروي موسى بلغيث، أن الأتباع يلتقون عصر كل جمعة بمسكن مقدم الطريقة، لمزاولة الأذكار، كما يقومون بالخرجات السياحية مشيا على الأقدام لزيارة الأضرحة، لكنه يعترف بالمقابل، أن اللباس الذي يرتدونه، المعروف في المغرب "بالمرقعة"؛ وهو عبارة عن عباءة مزركشة الألوان، كان سببا في اكتشافهم من طرف عامة الناس وهو لباس الزهد لدى المتصوفة، حيث يرى محدثنا، أن طقوسهم الدينية ذات أبعاد صوفية، كغيرها من الطرق الصوفية التي تعتمد على الأذكار والخلوة، بينما يؤدون صلواتهم وفق المذهب المالكي الأشعري.
ملابس غريبة مزركشة.. وقطع أميال مشيا على الأقدام؟! أثارت الصور والفيديوهات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي عن مجموعة الشباب الذين اعتنقوا الطريقة بمستغانم، وهم يجوبون الشوارع ويزورون الأضرحة، بملابس غريبة عن تقاليد المجتمع المحلي، خاصة بعد ما تناولت وسائل الإعلام هذه الظاهرة الدينية، حيث أثارت حالة من الطوارئ على مستوى مجموعة من المؤسسات الدينية منها الأمنية، إذ علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن مصالح الأمن باشرت أمس تحقيقا قضائيا لتحديد خبايا هذه الظاهرة، خاصة في ظل توفر معلومات، عن تواجد وفد مغربي يمثل مشايخ الطريقة بالمغرب. من جهتها، استدعت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية مستغانم، أعضاء المجلس العلمي لأخذ موقف بشأن هذه القضية بعد ما استمع أعضاء اللجنة للمعني موسى بلغيث، مؤذن مسجد دوار أولاد قدور والذي تربطه بالمديرية عقد عمل ساري المفعول، إلى جانب مجموعة من معتنقي هذه الطريقة وعلى رأسهم مقدم الطريقة بلقاسم.ب، حيث ينتظر أن يصدر المجلس العلمي، قراره في القضية بعد غد حسب تصريح مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية مستغانم .
الزاوية العلوية تنفي صلتها بالكركرية في المغرب هذا ونفى مسؤول الإعلام لدى الزاوية العلوية بمدينة مستغانم، مولاي بن تونس حسان في تصريح ل"الشروق"، أي صلة بين الزاوية العلوية والزاوية الكركرية بمنطقة الناظور في المغرب، معتبرا أن هذه الطريقة، غريبة المعتقد وخرافية المنهج، بينما تسعى الزاوية العلوية، إلى تطوير مناهج الدعوة إلى الله من خلال نشر قيم التسامح والسلام بين البشرية من خلال نشاطات علمية ودينية ذات مستوى علمي مرموق، حيث نظمت الزاوية العلوية العديد من التظاهرات الدولية، أبرزها العيش معا، وجائزة الأمير عبد القادر الجزائري للسلم، كما حازت الزاوية العلوية على عضوية الأممالمتحدة. لا تخلو قضية الزاوية الكركرية وكيفية تغلغلها في الجزائر انطلاقا من مدينة مستغانم، مهد الطريقة العلوية نسبة لمؤسسها وشيخها الروحي سيدي سيد أحمد مصطفى العلوي، من خلال إدعاء مريديها ومشايخهم الانتماء للطريقة العلوية بيعة ونسبا، من مناطق الظل في سياق حرب المواقع بين المخزن والسلطة في الجزائر للسيطرة على الزوايا لما لها من ثقل سياسي وديني في منظومة الحكم وكذا التأثير والنفوذ على مستوى الدول الإفريقية، حيث تجلت هذه الحرب بين الطرفين في أكثر من مناسبة، إذ لم يخف رجال دين في المغرب مؤخرا، انزعاجهم وقلقهم من بروز شيخ الطريقة العلوية خالد بن تونس على مستوى الساحة الدولية من خلال عدة نشاطات ذات مستوى عالمي، خاصة بعد ما تحصلت الزاوية العلوية على التمثيل ضمن مجلس الأممالمتحدة للسلام، حيث تأتي خطوة زرع أتباع الطريقة الكركرية في الجزائر يدينون بالولاء والمبايعة للشيخ فوزي الكركري من المغرب، بمثابة تحد كبير للطريقة العلوية في عقر دارها في محاولة لزعزعة ثقة الأتباع في مقر الزاوية الأم.