قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أولى أولويات الدبلوماسية الفرنسية ستكون مكافحة ما سماه "الإرهاب الإسلامي"، معلنا في ذات الوقت عن تنظيم مؤتمر ل"التعبئة ضد تمويل الإرهاب" مطلع العام المقبل في باريس. وجاءت تصريحات ماكرون أمام مؤتمر سفراء فرنسا، الثلاثاء، في أول خطاب له في السياسة الدولية، موضحا أن "ضمان أمن مواطنينا يجعل من مكافحة الإرهاب الإسلامي أولى أولوياتنا"، مستدركا: "الطوباوية غير مطروحة، ولا الخوف من الإسلام الذي لا يميز بين مسلم وإسلامي". وأضاف الرئيس الفرنسي أن "اجتثاث الإرهاب يمر أيضا عبر تجفيف مصادر تمويله"، مؤكدا عزمه على "التوصل إلى الشفافية حول كل القوى الممولة للإرهاب". ويأتي حديث الرئيس الفرنسي بهذا الخصوص بعد سلسلة هجمات استهدفت الشرطة وميادين عامة في المدن الفرنسية تبنى بعضها تنظيم الدولة. وفي ما يتعلق بالملفات الأخرى دوليا، أشار ماكرون إلى الموقف من الأزمة السورية وإلى أن مجموعة الاتصال الخاصة بسوريا ستجتمع في الأممالمتحدة الشهر المقبل، لافتا إلى أن بلاده حصلت "على نتائج ملموسة من روسيا بشأن منع استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا". وتطرق الرئيس الفرنسي إلى الأزمة الخليجية، حيث أكد أن "الحوار يجب أن يتواصل بحثا عن حل للأزمة الخليجية (..) يجب الحفاظ على استقرار المنطقة لتفادي نزاع جديد في الشرق الأوسط". وشدد على ضرورة "عدم اختيار معسكرنا" ما بين السعودية وإيران، القوتين الكبريين المتخاصمتين في الشرق الأوسط، وقال: "لن نبلغ هدفنا إلا بشرط ألّا ندخل في هذه التفسيرات ونحبس أنفسنا في معسكر. البعض حسم خياره، وهذا خطأ. إن قوة دبلوماسيتنا هي أنها تتحدث إلى الجميع". وعن عملية التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، أعلن ماكرون أنه سيزور منطقة الشرق الأوسط خلال الربيع المقبل في جولة تشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية "للمساعدة في دفع عملية السلام بالمنطقة ودعم حل الدولتين". وقال: "سنواصل جهودنا مع الأممالمتحدة للتوصل إلى حل دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان في أمان جنبا إلى جنب داخل حدود معترف بها من المجتمع الدولي على أن تكون القدس عاصمة الدولتين".