تسعى قناة "نسمة تي في" للعودة إلى الجزائر من النافذة، بعدما أقنعتها السلطات الجزائرية بضرورة الخروج من النافذة، وذلك بالتحضير لحملة إشهارية كبيرة، ظاهرها الترويج لبرنامجها الجديد الخاص بكأس العالم، والذي يحمل عنوان "ناس المونديال"، وباطنها استرجاع ما فقدته في الجزائر، كمحاولة لوضع بعض المساحيق على وجهٍ سقطت عنه كل الأقنعة . وتواجه "نسمة تي في" مشاكل كثيرة في إطلاق حملتها الخاصة بالمونديال، والتي تريد من خلالها إثبات ولائها للجزائر عبر الدعم المطلق للمنتخب الوطني، نظرا لتردد الشركات المالكة للوحات الإشهارية في التعاقد معها، خشية التورط مع قناة تلفزيونية ثبت رسميا عدم امتلاكها لأي اعتماد أو ترخيص بالنشاط في الجزائر. وتعاني "نسمة" من ضائقة مالية كبيرة، بعد قرار شركة الهاتف النقال السعودية "زين" فسخ عقدها الإشهاري مع الشريك الأساسي في القناة ممثلا في الأخوين قروي، إضافة إلى الخسائر الفادحة التي سجلتها، جراء فشلها في تعويض المبالغ الضخمة التي أنفقتها لشراء بعض التظاهرات الرياضية، كما كان الشأن مع الدورة الأخيرة من البطولة الإفريقية للأمم في كرة اليد . وتسبب الوضع غير القانوني لقناة "نسمة تي في" بالجزائر، في التعميق من أزمتها المالية التي قد تؤدي في المدى المتوسط إلى الإعلان عن إفلاسها، خاصة وأن الغالبية العظمى من المعلنين الجزائريين صاروا يرفضون التورط معها في عقود إشهارية، على الرغم من العروض المغرية التي وصلت في بعض الحالات إلى ربع ما يقترحه التلفزيون الجزائري على زبائنه . وتأتي هذه المعطيات لتؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، بأن أيام القناة في الجزائر أصبحت معدودة، فإضافة إلى الدعوات القضائية الكثيرة المرفوعة ضد الأخوين قروي، المشبوهين في قضايا احتيال، جاءت تصريحات طارق بن عمار، و هو أحد المالكين، التي تطاول فيها بالعاصمة الفرنسية باريس، على هامش دورة ال " كوبيام " ، على الجزائر، تلفزيونا وحكومة وشعبا، لتنهي حالة تسامح السلطات الجزائرية مع هذه القناة، ذات التمويل والتوجه المشبوهين .