قال إسماعيل منقاري المدير العام للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين أنّ الجزائر رائدة في مجال الحقوق الرقمية والسمعية البصرية، حيث يتجاوز تحصيلها الرقمي في القارة الإفريقية 90 بالمائة. ودعا منقاري إلى إنشاء تكتل مغاربي بهدف تحصيل وحماية حقوق الإبداع في المجال الرقمي. وأكدّ منقاري في تصريح ل"الشروق" على هامش اختتام منتدى الإبداع الإفريقي أمس الأول بفندق الجزائر بالعاصمة، أنّ الجزائر رائدة في مجال الحقوق الرقمية تتجاوز 90 بالمائة من التحصيل الرقمي في إفريقيا. واعتبر المتحدث أنّ هذه النسبة دليل على غياب تام لباقي البلدان الإفريقية عن حقل الرقميات والسمعي البصري بسبب تذبذب القوانين والتشريعات داخل منظومات حقوق التأليف في القارة، ما يجعل الأمور -حسبه- ليست من محصلات الغد القريب، بل أن الأمر يأخذ وقتا طويلا. قال في الصدد: "أمام هذا العجز الإفريقي في التحصيل الرقمي يمكن لدول المغرب العربي توحيد مجهوداتها من أجل تحصيل وحماية المجال الرقمي"، وأضاف: "هناك ميزة خاصة في دول المغرب العربي أنها تشترك في الميدان الثقافي والموسيقى والدراما والآداب، لذلك يمكن لدول الجزائر والمغرب وتونس تشكيل تكتل صغير من أجل حماية حقوق الفنانين والمصنفات المحمية داخل المغرب العربي، وان تتعاون في إطار تدبير وتسيير هذه الحقوق التي تعتبر مستعصية على إفريقيا". وفي السياق، أشار منقاري أنّ الحقوق الرقمية المعتمدة على الإلكترونيات في الاستغلال والتحصيل تبقى مجالا يحتاج إلى خبرة أعمق، لافتا أنّ هذا التأخر استغلته بعض المكاتب الدولية الأوربية وخاصة الفرنسية حيث "تلجأ إلى الشركات والطاقات الكبرى في اعتماد هذه الحقوق وأحيانا يتم استخلاصها من بلدانا في غفلة من المكاتب المحلية داخل البلدان افريقية وهو ما يحرمه القانون الدولي". وبعد أن شكر وزارة الثقافة الجزائرية والديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة دعاهما إلى عقد لقاءات أخرى في مجال الحقوق بأن لا تبقى لقاءات عادية وتكون لقاءات من اجل أن تحقق إفريقيا قفزة في هذا القطاع على مستوى كل الحقوق سواء كانت حقوق المؤلف، أو المجاورة أو نسخا خاصة أو حقوقا رقمية أو سمعية بصرية. وختم بقوله: "فلا الطاقة ولا القدرات تنقصان، ولكن يجب أن يكون هناك دعم حكومي".