علمت "الشروق" من مصادر موثوقة، أن شابا في العقد الثالث قدم نفسه على أساس أنه ملحق مكتب محاماة بالجزائر مكلف بمهمة البحث والتحري عن الحراقة، قام خلال الأشهر القليلة الماضية بالنصب والاحتيال على أهالي الحراقة، وسلبهم مبالغ مالية معتبرة، مقابل تسهيل إجراءات البحث عن أبنائهم المختفين من تاريخ جانفي الماضي في السجون التونسية. حسب تصريحات أهالي الحراقة المفقودين، فإن القضية تعود لتاريخ جانفي 2016 حين قرر العشرات من الشباب خوض مغامرة ومحاولة الهجرة بحرا عبر قوارب الموت، وفعلا حددوا شهر جانفي للإبحار خلسة محاولين الوصول بسلام نحو الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، ومنذ ذلك التاريخ اختفى الحراقة تاركين علامات استفهام وحيرة كبيرة وسط أهاليهم الذين استنفدوا كل المحاولات وطرقوا أبواب كل المسؤولين المحليين، وحتى بوابة خفر السواحل بعنابة والقنصلية التونسية بعنابة، كما تنقلوا إلى الدولة المجاورة تونس للاستفسار عن مصير أبنائهم المجهول، ولكن لم يجدوا جوابا مقنعا ولا حتى خيطا رفيعا يتأكدوا من خلاله أن أبناءهم أحياء يرزقون، وبعد أيام انتشرت معلومات قدمتها محامية من تونس تؤكد فيها أن الشباب المختفين منذ تاريخ جانفي 2016، تم توقيفهم في السواحل التونسية وتحويلهم نحو سجن المرنغية بتونس بقوا محتجزين فيه قرابة سنة كاملة، ليتم تحويلهم في جانفي 2017 نحو سجن متواجد في جزيرة جربة التونسية، وهي تبقى معلومات غير مؤكدة، لكن العائلات تعلقت بها نظرا لحالتها التي جعلتها تبحث عن بصيص أمل في العثور على فلذات أكبادها. وهنا استغل هذا الشاب الذي قدم نفسه على أساس أنه ملحق محاماة بالجزائر مكلف بمهمة البحث والتحري عن الحراقة وقدم تلك المعلومات وتقرب من عائلات الحراقة، مؤكدا لهم صحة تلك المعلومات الواردة، وقدم لهم دلائل وقرائن متمثلة في مكالمات هاتفية مفبركة لشخصيات أمنية وعسكرية، تؤكد أن أبناءهم المفقودين متواجدون في التراب التونسي، كما أوهمهم بأن القضية يمكن حلها بسهولة خصوصا بعد التعرف على السجون التي يتواجد فيها الحراقة، كسجن المرنغية وبرج الرومي ببنزرت برج العامري والناظور، حيث أدخل الشاب عائلات المفقودين في دوامة وجعلهم يتنقلون معه للعاصمة التونسية كما قدموا له أموالا قدرت بالملايين كان في كل مرة يطلب منهم مبالغ متفاوتة يوهمهم فيها بأنه سيتنقل من خلالها بين الولايات للبحث عن الحراقة، إلى أن تفاجأ أهالي الحراقة بانقطاع أخبار هذا الشاب المحتال بعدما جمع من الأهالي مبالغ مالية قدرت بالملايين وفر نحو وجهة مجهولة وقام بتغيير أرقام هواتفه، تاركا عائلات الحراقة في حيرة من أمرهم يتنقلون يوميا بين القنصلية التونسية بعنابة وبين السفارة الجزائرية بتونس للبحث عن أمل ولو ضئيل يمكنهم من العثور عن أبنائها المختفين منذ شهر جانفي.