الحملة الانتخابية "أكلت" أسبوعها الأول، دون أن تظهر ثمارها، باستثناء رقصات الأميار السابقين وشطحات مختلف مترشحي الأحزاب ومنتخبيها الذين انقضت عهدتهم ويرغبون في العودة من خلال بوّابة اقتراع 23 نوفمبر القادم، والسؤال المطروح كالعادة: هل ستلجأ التشكيلات ومعها المترشحين إلى تقييم حصيلة "الهملة" في شوطها الأوّل؟ أغرب ما في حملة المحليات، أن الكثير من المترشحين أصبحوا يتحركون وفق احتفالات "التنكّر أو التخفّي"، فمنهم من يرتدي قناع الأرنب، ومنهم من يضع فوق رأسه طاقية الذئب أو الثعلب أو القرد، ومنهم من لبس هندام "سيبرمان" أو "باتمان"، فتقاطعوا في ارتداء شخصيات لا تمتّ لهم بصلة، فكان خطابهم مبني أساسا وبالحتمية على "الهفّ والتبلعيط"! فعلا، من الصعب قولا وعملا، تقييم حملة ما لا يقلّ عن 180 ألف مترشح للمجالس "المخلية"، البلدية منها والولائية، وقد يكون هذا الرقم "الضخم" مؤشرا إيجابيا بالنسبة للبعض، فيما قد يفسّره آخرون سلبيا، فإما أن كلّ هؤلاء يتشاجرون سياسيا في انتظار كلمة الصندوق، من أجل خدمة المواطنين، وإمّا أنهم يتعاركون "مصلحيا" لجني ثمار مسمومة! لا يُمكن إخفاء "عرورة" الكثير من المترشحين قي كلّ الأحزاب، وهنا لا يجب لهذا المترشح أو ذاك أن "ينظر إلى عرورة صاحبه وينسى عرورتو"، فالذي حدث خلال العهدة الانتخابية بالمجالس البلدية والولائية، في كثير من البلديات والولايات، يطرح الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، نتيجة تنامي سوء التسيير، وغرق عديد المنتخبين في مستنقع "التشيبا" والصفقات المشبوهة والتدليس واستغلال السلطة، وهو ما "كرّه" المواطنين! نعم، "لن يستوي الظلّ والعود أعوج"، فقيادات الأحزاب مازالت في غالبيتها متورطة أو متواطئة، وفي أحسن الأحوال مغمضة لأعينها، كلما عادت فترة الترشيحات وإعداد القوائم، فهل هناك من سمع اليوم أو البارحة، بأن قيادة حزب ما، استدعت منتخبيها ونوابها وأميارها، المنقضية عهدتهم، إلى الحساب، قبل الانتخاب، وتجديد الثقة فيهم، أو معاقبتهم بالشطب والإبعاد؟ لو حصل 10 بالمائة من هذه "الأمنية"، لما أعادت النطيحة والمتردية ترشيح نفسها، في نفس الحزب وبنفس المنطقة، أو هاجرت إلى حزب آخر ومنطقة أخرى، بحثا عن موطئ قدم يُبقيها في المجلس أو يُعيدها إليه سالمة غانمة، ولو حدث ذلك، لما يئس المواطنون من تجديد أعضاء مجالسهم الشعبية، التي حوّلها بعض المنتخبين إلى "محالس" وجعلها آخرون شركات "صارل" لملء الشكارة وخدمة مصالح الحاشية، وإشباع الساكنة بالوعود والعهود المؤجلة إلى اقتراع قادم!