بعد الضجة العارمة التي أحدثها تطبيق "الحوت الأزرق" في الجزائر نتيجة انتحار بعض القصر، تحركت الكثير من الجهات المعنية ومصالح الأمن من خلال حملات تحسيسية لتوعية الأولياء وكذا مسؤولي القطاع التربوي، حول النتائج الخطيرة التي بدأت تهدد الأطفال جراء الاستعمال السيء للأنترنت. وتلقى هذه الأيام، الكثير من المواطنين الجزائريين، رسائل"آس، آم، آس" عبر هواتفهم النقالة، في إطار حملة تحسيسية قامت بها وزارة الدفاع الوطني، تدعو الأولياء إلى التعامل بحذر مع استعمال أبنائهم للأنترنت، والانتباه للمواقع التي يبحر فيها الأطفال. وفي نفس الإطار، أطلقت وزارة التضامن وبالتنسيق مع عدة قطاعات وزارية، حملة وطنية لمكافحة العنف ضد الطفولة، تركز هذه المرة على التحذير من مخاطر الأنترنت، وهذا بعد أحداث لعبة "الحوت الأزرق". وأكد المكلف بالاتصال لدى وزارة التضامن الوطني، أن الوزارة جندت ما يفوق ألف مختص في علم النفس وعلم الاجتماع عبر48ولاية وممثلين من الخلايا الاجتماعية للتضامن تابعة لوكالة التنمية الاجتماعية عبر الولايات، حيث يقوم هؤلاء بتوعية الطفل والأولياء من خلال برنامج مسطر يمس المدارس ومراكز التكوين ودور الشباب ودور الثقافة ومكتبات المطالعة العمومية، وقال إن المرحلة الأولى للحملة والتي بدأت يوم الأحد الماضي وستنتهي اليوم"الخميس"، انطلقت من المدارس ومراكز التكوين وستكون المرحلة الثانية خلال الأسبوع القادم، حيث تجوب القافلة بقية الأماكن المدرجة ضمن فضاءات تواجد الطفل والمراهق. وحسب المكلف بالاتصال لوزارة التضامن، فإن هذه الحملة ستخرج الطفل من العزلة وترصد حقائق تتعلق بهذه الشريحة ويتم إحصاء حالات اجتماعية مختلفة للطفل من طرف هيئة تعنى بالدراسات تابعة للمركز الوطني للدراسات والإعلام والتوثيق. الحملة تساهم فيها كل من وزارة التربية ووزارة العدل ووزارة الشؤون الدينية، والتكوين المهني والثقافة وممثلي اللجان، والكشافة وجمعيات أولياء التلاميذ، تدعو للحذر من الاستعمال السيء للأنترنت من طرف الأطفال، وتوعي هذه الشريحة من بعض المخاطر الأخرى التي تحدق بهم في المحيط الذي يتواجدون فيه، كما تجوب قافلة هذه الحملة الأحياء الشعبية. وستنظم وزارة التضامن يوم 24 ديسمبر الجاري، لقاء إعلاميا مع كل المشاركين في الحملة في قاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة، وتحضره الوزيرة، غنية داليا، حول آليات ترفيه الطفل في المجتمع الجزائري.