كشفت قضية جنائية تناولها مجلس قضاء بومرداس عن تحايلات جديدة لأتباع تنظيم "درودكال"، تخصّ هذه المرة تمييع نشاطهم من خلال تحريف الكتب الدينية، من أجل تخدير عقول الشباب، وتبرير الأعمال الإرهابية من خلال إلباسها ثوب الشرعية. وكشفت القضية التي إمتثل فيها المتهم ،"س.ع" 23 من العمر، وهو طالب جامعي تخصص شريعة بجامعة الخروبة بالعاصمة، متابع بجناية تمويل جماعة إرهابية، استغلال هذه الأخيرة للشباب الجامعيين من أجل كسب الشرعية لنشاطها. وكشف هذا الأخير الذي تم توقيفه رفقة شابين آخرين من بلدية أولاد عيسى جنوب شرق الولاية في فيفري 2009، أنه التقى ليلا بقريته بالإرهابيين المتواجدين في حالة فرار"ك.عيسى" و"بقال.ف" أمير سرية أولاد عيسى وإرهابي ثالث لا يعرفه، فبلغوه بمقتل شقيقه الإرهابي "س.مراد" في إشتباك مسلح مع قوات الجيش في مكان قريب من المنطقة، مطالبين إياه بضرورة التعامل معهم للثأر لأخيه، ولمواصلة ما بدأ به. وفي منتصف شهر ديسمبر من سنة 2008 اتصل به الإرهابي "بقال. ف" أمير سرية أولاد عيسى وضرب له موعدا بمنطقة "تشاين" بأولاد عيسى، حيث وجده رفقة إرهابيين من بينهم الإرهابي "داود يوسف"، وسلموا له مبلغ مالي قصد اقتناء جهازين من نوع "ام.بي3"، وبعد 15 يوما سلمهم الجهازين، ليسلمه كتابا دينيا، قصد نسخه بجامعة الخروبة، كما طالبه بضرورة البحث في مكتبتها على مراجع معتمدة ومعروفة في السنة والسيرة، ليقوم بنسخها على أن يقدم له صور طبق الأصل دون تصوير الأعداد التسلسلية الموجودة بالأسفل. ليقوم المتهم الرئيسي أمير السرية بإضافة أوراق أخرى لا علاقة لها بالكتاب الأصلي، تشيد بالأعمال الإرهابية، وتضفي عليها شرعية مزيّفة. هذه الكتب كان يستغلها أتباع "درودكال" لتخذير عقول الشباب وتغليطهم بفتاوى مزيفة وكاذبة، بعدما أصبحت الأقراص المضغوطة لا تؤتي أكلها في ظلّ النقد الكبير الموجه لها، وتراجع ثقة الشباب بمحتوياتها. كما تأتي هذه الحيلة التي اهتدى إليها قياديو الجماعات الإرهابية لإستغلال علماء الشريعة في الوطن الإسلامي لتبرير أعمالهم الإرهابية، من خلال أساليب دنيئة. وقد أدانت المحكمة كل من أمير سرية أولاد عيسى رفقة 4 إرهابيين في حالة فرار بالإعدام وإدانة إرهابي موقوف ب 15 سنة سجنا نافذا لمتابعتهم بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة، وفيما تم إدانة الطالب الجامعي بعام غير نافذا لمتابعته بجناية المشاركة في جماعة إرهابية مسلحة وتبرئة متهم آخر.