10 دقائق فقط، للكشف عن السكارى ومدمني المخدرات وردع متهوري مجازر الطرقات المتهربين من الامتثال الفوري لتحاليل الدم... نساء يزاحمن الرجال في السياقة وهن في حالة سكر متقدمة.. أرقام مرعبة عن قتلى وجرحى وإعاقات تسببها أم الخبائث على طرقات الجزائر.. وما خفي أعظم. "إيثلوميتر" و"دروق تست".. أجهزة حديثة وجد متطورة اقتنتها قيادة الدرك الوطني لاستعمالها في الطرقات، هي أجهزة تكشف عن بعد مدمني الكحول والخمر في أقل من 10 دقائق، ودون تحاليل الدم التي كانت تعيق الامتثال الفوري للسائقين المتهورين.. إلى هنا الأمر عادي.. لكن الغريب وغير العادي أن تزاحم المرأة الرجل في السياقة الجنونية وهي في حالة سكر "سكرانة" فهو الذي يثير الدهشة.
بداية رحلة مطاردة مع "السكارى" و"المزطولين" رغم أن درجة الحرارة كانت تقترب من درجتين مئويتين بين ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، إلا أن فضولنا دفعنا لمرافقة مصالح درك الجزائر العاصمة، حتى نقف على خبايا عمل سرايا وفرق أمن الطرقات بهذه الأجهزة الحديثة لقياس الكحول والكشف عن المخدرات بتحليل اللعاب. الساعة كانت تشير إلى تمام السادسة والنصف مساء، أين بدأت جولتنا رفقة الرائد راشد بن دالي إبراهيم قائد السرية الإقليمية لدرك زرالدة، والرائدين بيزيو ووهيبة بومدين، إلى جانب الملازم الأول سعاد أونيس رئيسة خلية الاتصال والعلاقات العامة للمجموعة الإقليمية للدرك بالجزائر، ومختلف تشكيلات الدرك، حيث كانت محطتنا الأولى حاجز الدرك ببوشاوي، وهو الحاجز المعروف بالصرامة في تطبيق قانون المرور وسحب مئات رخص المتهورين يوميا مع تحرير عشرات الغرامات.
"الألثوميتر" يحدث طوارئ ويرعب السكاري أكد الرائد بن دالي، أنه سعيا للحد من حوادث المرور وضعت قيادة الدرك حيز الخدمة جهازا جديدا للكشف عن الكحول ويتعلق الأمر ب"الألثوميتر"، وهو البديل لجهاز "ألكو تاست"، حيث يتميز بسهولة الاستعمال والسرعة في إظهار النتيجة، إذ وفي أقل من ثانية وبمجرد تمرير الجهاز على السائق المشبوه، ومن دون استعمال أنبوبة الزفر، تظهر نتيجتين، موضحا أنه في حالة النتيجة السلبية يسمح للسائق بمغادرة نقطة التفتيش، وفي حالة ما إذا كانت النتيجة إيجابية يتم التثبيت الفوري للسيارة وذلك لمنع السائق من مواصلة السياقة في حالة سكر. وقد حضرت "الشروق" على مستوى حواجز الدرك التابعة لسرية أمن الطرقات بزرالدة، على غرار حاجز بوشاوي إلى ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، العديد من الحالات التي تم من خلالها إخضاع السائقين لجهاز "إيلثومتر"، وفي أقل من ثانية تظهر النتيجة على شاشته.
"دروق تاست".."المزطولين" مهددون بالسجن إذا كان جهاز قياس الكحول قد أحدث رعبا وسط السكارى فإن " drug test"، الخاص بالكشف عن المخدرات تسبب في طوارئ وسط مدمني الزطلة والمهلوسات، الذين كثيرا ما يوقعون مجازر بالطرقات بسبب تناولهم لهذه السموم.. ونحن في الحاجز الأمني لفرقة أمن الطرقات ببوشاوي، أكد لنا الرائد بن دالي أن هذا الجهاز بسيط وفعال وسريع الاستعمال، حيث يكفي جمع لعاب السائق الذي يشتبه في استهلاكه للمخدرات أو الأقراص المهلوسة بواسطة خشيبة رفع العينات ثم توضع في الجهاز الخاص بالكشف والذي يظهر النتيجة في غضون 10 دقائق فقط، ما من شأنه أن يختصر اقتياد السائق إلى المستشفى من أجل أخذ عينة الدم وفحصها وانتظار النتيجة لوقت طويل. وبعين المكان اكتشفنا أن جهاز "دروق تاست" يسمح بتحديد نوعية المخدرات والمواد المهلوسة المتناولة عن طريق تحليل اللعاب، حيث قال الرائد بن دالي إن التحاليل تكشف عن 6 مشتقات للمخدرات والمؤثرات العقلية، ويتعلق الأمر حسب محدثنا بمشتقات الأفيون، الكوكايين، البنزيوديانتنان، و"الأيفي ثمينات". وخلال مرافقتنا سرية أمن الطرقات لدرك زرالدة، سجلنا أن الخمر وراء مجازر رهيبة بالطرقات، وأن مصالح الدرك على المستوى الوطني تسجل مقتل 343 شخص، وجرح أزيد عن 550 آخر في حوادث مرور خطيرة، وهي الحصيلة التي تؤكد أن أم الخبائث من بين الأسباب الرئيسية لمقتل العشرات من الجزائريين على الطرقات، وأن نسبة كبيرة تم تسجيلها وسط سائقي الشاحنات وحافلات النقل الجماعي وهم يسقون في حالة سكر متقدمة.
النساء يزاحمن الرجال في السياقة وهن سكارى الغريب أن سائقات أصبحت تزاحمن الرجال في أم الخبائث.. وهي الكارثة، التي اكتشفناها على لسان قائد سرية أمن الطرقات درك زرالدة، الذي أكد ل"الشروق"، أن العنصر النسوي اقتحم بقوة السياقة في حالة سكر، حيث سجلت وحداته العديد من الحالات التي تم إحالتها على الجهات القضائية، مؤكدا أنه من المؤسف أن يتسبب الجنس اللطيف في حوادث طرقات رهيبة بسبب تناولهن للكحول.
جرائم شنيعة وحوادث مرور مميتة تشير الأرقام التي تحصلت عليها "الشروق"، إلى أنه في أكثر من 40 بالمائة من الوفيات جراء حوادث المرور، يكون تعاطي الخمور هو سببها الأساسي، بالإضافة إلى أن هناك حوالي 60 بالمائة من الجرائم والجنايات المعروضة أمام القضاء يكون سببها تعاطي وشرب الخمور. وتشير أرقام رسمية تحصلت عليها "الشروق"، إلى أن الجزائر تخسر سنويا نتيجة التجارة الموازية وغير الشرعية للخمور مبالغ مالية كبيرة تجاوزت عتبة 2 مليار أورو أي ما يزيد عن 300 مليار سنتيم ، وأن الجزائريين استهلكوا سنة 2017، أكثر من61 مليون لتر من الخمور.