خفضت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء سكيكدة، الخميس، العقوبة التي سلطتها شهر أكتوبر من السنة الماضية في حق دركي بفرقة الدراجات النارية، يعمل بسرية الطرقات بولاية البويرة، وعامل يومي، ينحدران من بلدية تمالوس، غرب ولاية سكيكدة، أعمارهما 27 و55 سنة، من 10 سنوات سجنا نافذا إلى 8 سنوات، لكل واحد منهما، بعد متابعتهما بجناية القتل العمدي، مع إسقاط تهمة سبق الإصرار والترصد، فيما برأت ساحة المحكمة عاملا يوميا من نفس التهمة، مع الإشارة إلى أنها قد أصدرت ضده السنة الماضية نفس العقوبة، راح ضحيتها أربعيني. وتعود حيثيات القضية إلى الثالث من شهر أكتوبر لسنة 2014 حينما كان الضحية في حالة هستيرية وحاملا بيده سكينا من الحجم الكبير ويتفوه بكلام قبيح موجه ضد خطيبة الدركي ويريد مهاجمة كل من يجده أمامه بوسط بلدية تمالوس، وبعد أن سمع سكان الحي بصراخه خرج الجميع لأنه أحدث فوضى كبيرة، سمع بها الكبير والصغير، فحاولوا في البداية تهدئته إلا أنه أفلت منهم، ليوجه له أحد سكان الحي ضربة بعصا خشبية على مستوى الصدر والوجه، ما جعله يوجّه عبارات السب إلى المتهم س، ي هذا الأخير لم يتقبل ذلك وضربه بقضيب حديدي على مستوى الرأس والكتف ليسقط أرضا، حيث أغمي عليه، ثم تلقى ضربة أخرى بحجر كبير، أين تم نقله إلى مستشفى المدينة ليلفظ أنفاسه الأخيرة. وخلال جلسة المحاكمة نفى المتهم الدركي ما نسب إليه، وأضاف أنه كان بمنزله، حيث تلقى اتصالا هاتفيا من قبل خطيبته تعلمه بحدوث خلافات أمام مسكنهم وأن أخوتها تقدموا إلى مصالح الأمن لرفع شكوى، حيث لحق بهم، فأخبروه بأن الضحية حاول اقتحام مسكنهم وهو حامل بيده سكينا، فطاردهم ما جعلهم يفرون إلى مقر الأمن للاحتماء، نافيا ضربه للضحية ولم يكن حاضرا وقت الشجار، لكن المتهم س، م اعترف بأنه ضرب الضحية بعصا خشبية على ظهره بنية نزع السيف منه، شأنه شأن المتهم س، ب الذي اعترف هو أيضا بأنه ضرب الضحية عدة ضربات بعصا خشبية أصابه في يده وباقي جسمه كون الضحية كان يلوح بالسيف. من جهتهم، الشهود صرحوا بأنهم شاهدوا المتهمين يوجهون ضربات للضحية بعصا خشبية وهم يقولون "لازم يموت نقتلوه"، كما طالب دفاعهم بانتفاء وجه الدعوى في حق موكليهم، لأن كل سكان الحي لاحقوا الضحية، وأن موكليهم كانوا في حالة دفاع عن النفس، وطالبوا أيضا بتوسيع التحقيق ليشمل الأشخاص الآخرين الذين شاركوا في جريمة القتل، من جهتها، النيابة العامة أكدت أن التهمة مستوفاة الأركان بدليل اعتراف بعض المتهمين وشهادة الشهود والتمست عقوبة المؤبد ضد الجميع.