اهتز سكان حي 150 مسكن الواقع بالحي الكبير سيدي الجيلالي بسيدي بلعباس، مساء الخميس، على وقع فاجعة أليمة، إثر هلاك عائلة من أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 26 و44 سنة، اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون المتسرب من مدفأة مسكنهم. الضحايا انتشلت جثتهم من طرف فرق الحماية المدنية بصعوبة كبيرة، بعدما بلغت درجة متقدمة من التعفن، وانبعثت منها الروائح التي كشفت هلاكهم، كما أكد ذلك أحد الجيران ل"الشروق"، قائلا أن الروائح الكريهة لم يعرف مصدر انبعاثها طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة، وزاد مفعولها مساء اليوم، هو ما قادنا لطرق باب مسكن الضحايا، دون أن نجد مجيبا، ما جعلنا نتصل بمصالح الأمن في حدود الساعة السادسة والنصف مساء، التي تنقلت إلى الموقع وقامت باقتحام المسكن برفقة فرق خاص تابعة للحماية المدنية مدعمة بجميع الوسائل اللازمة، ليعثروا على جثث الضحايا الأربع (ثلاثة نساء وشقيقهن) - يقول المتحدث - وكشفت المعاينة الأولية لعناصر الأمن، عن استنشاق الضحايا لأحادي أكسيد الكربون، بعد ما تم العثور على أنبوب التهوية وقد نزع من مكانه بمدفأة المسكن، ما يكون وراء تسرب الغازات المحروقة التي تسببت في هلاك جميع أفراد العائلة، منذ مدة لا تقل عن 3 أيام، في انتظار ما ستؤكده التحقيقات الأمنية المتواصلة. الحادثة التي استقطبت عددا كبيرا من الفضوليين، عادت لتدق ناقوس الخطر مجددا، حول خطورة تسرب القاتل الصامت، الذي يؤدي إلى هلاك كل سنة ما لا يقل عن 8 أشخاص بسيدي بلعباس، الأمر الذي أضحى يتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة، كتهوية المساكن والتأكد من تثبيت أنابيب التهوية، لأجل تفادي وقوع مثل هذه الحوادث المؤلمة.