قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن الوجود الإيراني في سوريا هدفه محاربة "الإرهاب"، وليس الاحتلال الإسرائيلي، كما أورد موقع قناة "بي بي سي عربي"، الخميس. وتعتبر طهران جميع فصائل المعارضة السورية المسلحة "إرهابية". وتدخلت عسكرياً لإنقاذ نظام الرئيس بشار الأسد بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011. وفي مقابلة أجرتها معه ليس دوسيت، كبيرة المراسلين الدوليين في قناة "بي بي سي"، في لندن، يقول نائب وزير الخارجية الإيراني، إن الوضع في سوريا "معقد جداً" مع تزايد المخاوف من إمكانية اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق. وقال عراقجي لبي بي سي: "الخوف من الحرب موجود في كل مكان في المنطقة". وتأتي تلك التصريحات عقب استهداف جيش الاحتلال مواقع في سوريا قالت إنها إيرانية أوائل هذا الشهر. وقال عراقجي، إن وجود إيران في سوريا لا يهدف إلى خلق جبهة جديدة ضد "إسرائيل"، ولكن لمحاربة الإرهاب. وأضاف لمراسلة بي بي سي: "تخيلي لو لم نكن موجودين هناك، لكنا رأينا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في دمشق، وربما في بيروت، وفي أماكن أخرى"، حسب زعمه. حرب الطائرات المسيرة لكن عراقجي قال، أن المقاتلين الذين تدعمهم إيران، مثل جماعة حزب الله في لبنان، التي تقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام، موجودون لمواجهة "إسرائيل". ورفض المسؤول الإيراني أن يؤكد إن كانت إيران أرسلت طائرة بدون طيار إلى الأجواء الإسرائيلية من سوريا هذا الشهر. وقال إن الطائرة تعود ملكيتها إلى الجيش السوري. وكانت قوات الدفاع الجوي السوري قد أسقط طائرة إسرائيلية حربية استهدفت مواقع قيل إنها إيرانية في سوريا. وقد لوح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع بما قال إنه جزء من طائرة مسيرة، في مؤتمر للأمن في ميونيخ، قائلاً إن إيران هي "أكبر تهديد لعالمنا". ولكن عراقجي قال إن "إسرائيل تستخدم طائرات بلا طيار فوق الأجواء السورية وأجواء الدول الأخرى المجاورة". وأضاف "لا يجب أن يغضبوا عندما يواجهون بشيء يفعلونه مع الآخرين يومياً". الاتفاق النووي في لحظة "حرجة" وقال عراقجي، إن الاتفاق النووي الإيراني الذي وقع في 2015 يمر "بلحظة حرجة" عقب تهديدات الولاياتالمتحدة بإعادة فرض عقوبات على إيران. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد قال الشهر الماضي، إن "عيوب الاتفاق الفظيعة" يجب إصلاحها. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، إنه لا يظن أن الاتفاق يمكن أن يظل باقياً بدون الولاياتالمتحدة. ولكنه قال إن على الولاياتالمتحدة أن تفي بما وعدت به من جانبها بالنسبة إلى الاتفاق، وهو ما يعرف رسمياً بخطة العمل المشتركة، قبل مناقشة أي قضايا أخرى. وأشار إلى أن بلاده لا تزال ملتزمة تماماً بالاتفاق، لكن الطرف الآخر لم يلتزم. وقال "إذا نجحت تجربة خطة العمل المشتركة بالنسبة إلى إيران، يمكن عندئذ السماح بطلب التفاوض بشأن أي قضايا أخرى منا". وقال إن تعليقات ترامب المهينة بشأن الاتفاق تقوضه، وتحول دون تحسين الاقتصاد الإيراني. وقد أدى هذا - كما قال عراقجي - إلى احتجاجات مناوئة للحكومة في إيران الشهر الماضي.