الغريب أن كل التوقعات العالمية تقول أن درجة حرارة الجو في ارتفاع وأن الحر سيطول خاصة في الجزائر، إذ صار منذ خمس سنوات يبدأ مبكرا منذ شهر جوان ولا يوّدعنا قبل نهاية أكتوبر، أي أن الصيف عمره الآن يكاد يكون نصف السنة، ومع ذلك مازالت الجزائر تتعامل بالمنظومة الفرنسية في تقسيم الأيام والفصول وهي طريقة تصلح في أوربا وفي فرنسا بالذات. .. ومن غير المنطقي أن تقوم مصالح البريد والبنوك والأسواق والمصالح العمومية والخاصة بفتح أبوابها للزبائن في منتصف النهار، حيث تقارب درجة الحرارة الستين تحت الشمس وتغلق أبوابها في حدود الغروب وهو مالا يحدث في الدول الحارة مثل مصر ودول الخليج العربي التي لها ورديات صيفية تجعل من الحياة تدب ليلا بالتعاون بين الدولة والمواطنين .. ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي كاليفورنيا تدخلت جمعيات حقوق الإنسان وأجبرت أرباب العمل على توفير المكيفات في المكاتب للعمال ومنع خروجهم زوالا في أيام الحر الشديدة مع تحديد درجات الحرارة والإمكانيات التي يجب توفيرها وحتى العقوبات الممكن أن تطال رب العمل في حالة عدم توفيره لمستلزمات مقاومة الحرارة. الظاهرة التي أكدتها دور السيارات الكبرى هو شغف الجزائريين بالسيارة "الكليماتيزي" حتى صارت نسبة مبيعات هذه السيارة تفوق بكثير نسبة بيع السيارة العادية الغير مجهزة بالمبردات، كما شاعت أيضا السيارات التي توجد بها ثلاجات صغيرة لأجل تعاطي كمية معتبرة من المياه المنعشة بالنسبة للمسافرين لساعات طويلة في هذه الحرارة الجهنمية. وقد أكدت رونو وبيجو وتويوتا وكل دور السيارات الآسيوية أن السيارة المكيفة هي الأكثر إقبالا حاليا من طرف الجزائريين بعد أن زاد سن الحر عندهم مقارنة مع فصول الخريف والشتاء والربيع التي قلّ عمرها وكادت تغيب نهائيا هذا العام. كثير من الخبازين أعلنوا لزبائنهم عن بدء بيع الخبز منذ الليل أي في حدود العاشرة مساء وأخبروهم بأنهم مجبرون على غلق أفرانهم وحوانيتهم قبل منتصف النهار، والمظلات التي قلّ بيعها شتاء بسبب تراجع كمية التساقط عادت لتجد زبائنا من نوع خاص لم يعد يحرجهم رفع المظلة في عز شهر جويلية.