لن تتم المصالحة بين المتنازعين الفلسطينيين ولن يكون إلا المزيد من التشظي والتفسخ حتى يسقط الطرفان صريعين بمزيد من التنازلات لصالح أمن إسرائيل وخطط إسرائيل الاستيطانية، سيسقطان على حلبة المسرح الذي يتقن السيد الأمريكي إخراج مسرحيته.. هذا القول أصبح رأي الغالبية من المحللين العقلاء بعد أن عاد من غير المنطقي ما يتردد على ألسنة قيادات هنا وهناك تؤجج النزاع وتضرم نيران الفرقة.. * * * * * فبماذا يمكن أن نفهم أقوال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الأستاذ ياسر عبد ربه حينما يعلن: إننا الآن أبعد ما نكون من الاتفاق مع حماس.. وليس أقل منه وقعا كلام السيد نبيل عمرو السفير الفلسطيني بالقاهرة.. ومن المعروف أن هذين الشخصين هما متعهدي الترويج للموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية، فالأول هو من بدأ الاتصالات مع السفارة الأمريكية بتونس، وهو الموقع على اتفاقية جنيف التي بموجبها يتنازل الفلسطينيون عن حق العودة لبلادهم. أما الثاني فهو الذي شن حربا شعواء على ياسر عرفات وهو محاصر في المقاطعة، داعيا لتنحيته كونه يهدد المسيرة السلمية. * أنا اعرف أن السيدين ياسر عبدربه ونبيل عمرو لا ينطقان عن الهوى إن هما إلا مروجين لموقف أمريكي يدركانه بعمق.. موقف أمريكي له مخططاته في المنطقة وفلسطين على وجه الخصوص أن نبيل عمرو يدرك ماذا يعني أن تقلب الدبلوماسية الفلسطينية رأسا على عقب ويخرج من السلك الدبلوماسي كل من هو من قطاع غزة تمهيدا لفصل القطاع عن الضفة ويجد نبيل عمرو أن استفساره إلى مصر ثمرة ذلك المخطط الشيطاني.. إنهم يريدون لقطاع غزة أن يصبح كما مهملا لا قيمة له لا في مشاريع تنمية وإغاثة ولا في تمثيل سياسي وذلك لإلحاقه لاحقا بوضع تحت وصاية أمنية عربية أو غيرها.. وهكذا تلاقت خطط أمريكا بنزعات جهوية وفئوية لدى البعض ليحولوا مواقع السلطة في الضفة وحكم حماس في غزة ويتكرس بذلك الانفصال تمهيدا لتنفيذ خطة تفريغ الضفة وتحويلها إلى كانتونات وتكون غزة لاحقة أمنية ويكون رهط الساسة المستوزرين قد ملأوا الجيوب وملأوا الخزائن لايهمهم ضفة ولايهمهم غزة.. * لم نتفاجأ ونحن نرى السيدة كونداليزا رايس تقاطع أمين عام جامعة الدول العربية فيما كان يطالب الدول الأوربية التي أخذت في تخصيص مئات ملايين الدولارات للفلسطينيين ليصنعوا شرطة تليق بأمن إسرائيل.. طالب السيد عمرو موسى الأوربيين أن يسهموا في تجسير الهوة بين الفلسطينيين، معتبرا أن ذلك ضمانة لإنجاح التسوية.. قاطعته رئيسة الدبلوماسية الأمريكية قائلة: إن المجتمع الدولي لن يدعم المصالحة بين الفلسطينيين المعتدلين وحماس في الضفة والقطاع إلا إذا التزم الطرفان بالاتفاقات الدولية. * إذن هو الفيتو الأمريكي.. فهل يستطيع الفلسطينيون كسره!!