لم يهضم مواطنو منطقة العقايلية الواقعة إلى الناحية الشرقية من مدينة العطاف بولاية عين الدفلى ممارسات التهميش التي لا تزال تطالهم برغم كل الصرخات التي أطلقوها في وجوه المنتخبين المحليين سواء عن طريق الاتصالات المباشرة أو المراسلات أو الشكاوى المقدمة إلى مختلف الجهات المعنية المحلية على اختلافها، تبعا للمعاناة طويلة الأمد والوخيمة النتائج، ومن جملة من النقائص التي أضحت تفاقم أوضاعهم الاجتماعية ويومياتهم بشكل مطرد وتجعلهم في معزل عن اهتمامات السلطات المحلية، حسب إفادات بعضهم. * ومن جملة أوجه الحرمان التي يتجرعون مرارتها، غياب شبكة الطرقات بداخل المنطقة حسب معاينتنا الميدانية واطلاعنا على الواقع حيث لاحظنا كميات الأوحال الناجمة عن التساقطات المطرية، ما أصبح يعيق الحركة المرورية بشكل عام لدى السائقين المحجمين عن دخول المنطقة تبعا للوضعية الراهنة، ناهيك عن المتاعب التي يلاقيها الراجلون وبخاصة تلاميذ المدارس. ولهذا يطالب السكان هناك بضرورة تكفل السلطات المحلية بانشغالهم الأول المتمثل في تعبيد الطريق على مسافة إجمالية لا تتعدى 4 كلم، إضافة إلى ضرورة استكمال الطريق المؤدي إليهم انطلاقا من حي سيدي بوعبيدة. وذكر هؤلاء أن الحالات الاستعجالية كالمرض والفرح والوفاة أصبحت عنوانا لمعاناة الأهالي؛ نظرا لعزوف السائقين عن ولوج الموقع، ما يضطر بعض السكان اللجوء إلى تأجير مقطورات الجرارات حتى أنهم نقلوا جثة احد موتاهم بواسطة الجرار. * وفي قائمة متاعب السكان، قلة الماء الصالح للشرب حيث يعتمد المواطنون على حنفية جماعية، بل أنبوب جماعي ينطلق من صهريج فوق تلة خال من الحراسة وغير مقفل يمون من خزان بحي الزمالة المجاور، وتزدحم الدواب بالأشخاص عند جذع شجرة وسط الحي للحصول على الكميات التي يسمح بها وقت التموين مرة كل يوم. * ممثلون عن السكان تحدثوا عن رغبتهم في الانضمام إلى بلدية زدين البعيدة بحوالي 6 كلم أو الروينة حوالي 7 كلم ليس إلا في ظل التهميش الذي يطالهم بشأن انعدام مناصب الشغل وبرامج التنمية الريفية، علما أن المنطقة فلاحية بالدرجة الأولى. * وفي هذا السياق أكد من تحدثوا إلينا اتصالهم بمحافظة الغابات بعاصمة الولاية، حيث تلقوا إجابات مفادها أن على مصالح البلدية تسجيل المعنيين ليتحصلوا على نصيبهم من المواشي أو البقر بغية التكفل بتحقيق اكتفائهم الذاتي أولا واستقرارهم المعيشي ثانيا، إلا أن صيحاتهم يبدو أنها ذهبت في واد سحيق، ليبقى شباب المنطقة يعتمدون على مهنة العتالة ببلدية الروينة المجاورة يحملون البطاطا والإسمنت والخردوات يوميا لدى الخواص من أجل لقمة العيش. * وذكر السكان حاجتهم للإنارة العمومية في ظل التخوفات من تفشي ظاهرة السرقة حفاظا على ممتلكاتهم، إلى جانب قاعة علاج يمكنها وضع حد لتنقلاتهم المضنية من أجل حقنة أو تغيير ضمادة لتضاف إلى متاعب مرضاهم متاعب مصاريف التنقل في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة حيث لم يستفد إلا قلة منهم من قفة رمضان (5عائلات فقط) ما جعلهم يشعرون حقيقة بالتهميش ويتحركون لتغيير الأوضاع من خلال التقدم بملف لإنشاء جمعية الحي التي لم تظهر نتائج اختفائها لدى مصالح بلدية العطاف مند أكثر من 6 أشهر. * وراسل المعنيون والي عين الدفلى قصد التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم، مناشدين إياه إيفاد لجنة لتقصي الحقائق ميدانيا تبعا للظروف المزرية التي يحيونها يوميا.