يواجه عازف العود الأول في العالم، العراقي نصير شمة، في الآونة الأخيرة، حملة »فنية وإعلامية« هي الأشرس منذ استقراره في القاهرة عام 1998 قادما إليها من تونس، ومنذ أن بعث للوجود مع بداية الألفية الجديدة بيت العود بالقاهرة بمباركة ودعم لا محدود من وزير الثقافة المصري الدكتور فاروق حسني الذي ساعده في تحويل جناح كامل من دار الأوبرا بالقاهرة إلى بيت للعود العربي قبل أن يتحرر بمقر فاخر ومستقل لأكبر بيت عود في العالم.. وتواصل شهر العسل مع تخرج دفعات من العازفين من بينهم بعض الجزائريين، وبدأت الفكرة في فتح بيوت عود جديدة.. وكانت زيارة لعازفين من مدينة قسنطينة إلى القاهرة والتقائهم بالعازف العراقي فرصة لترجمة الحلم إلى حقيقة حيث قام نصير شمة بزيارة إلى المدينة ووضع حجر أساس البيت وأرسل أربعة أساتذة على فترات لتأطير طلاب البيت ومن جنسيات وقوميات مختلفة من سوريا ومصر ومن عرب وأكراد . * وخلال لقاء نصير شمة بوزيرة الثقافة خليدة تومي منذ سنتين بالعاصمة طلبت منه إنشاء بيت عود ثان في العاصمة الجزائرية، ووعدت بتقديم المساعدات الإدارية والمالية لأجل تحقيق ذلك، وهو ما يعني أن الجزائر قد تصبح البلد الوحيد في العالم الذي يمتلك بيتين للعود، وتكررت زيارات نصير شمة وأيضا حفلاته، ويعتبر حاليا الفنان الأجنبي الأكثر مرورا عبر مسرح قسنطينة حيث أمضى نهاية الشهر الفضيل المنقضي بين أبناء المدينة وبدا مصمما أكثر من أي وقت مضى على بعث بيت العود في قسنطينة بعد التعطل الذي عرفه مقارنة ببيت العود الإماراتي.. * وإذا كان نصير شمة قد اعترف بأنه واجه منذ دخوله القاهرة وانطلاق بيته في العمل موجة من السخط من بعض الأسماء التي تتهمه بجهل كل أنواع العزف ما عدا المدرسة العراقية، وهم نفس الأشخاص الذين ينتقدون حواراته عندما يذكر عظماء العزف فيسمي بشير منير ومشاهير تركيا، بينما يرى الفريق الآخر أسماء مصرية أولى بالذكر مثل محمد القصبجي ورياض السنباطي.. وكان نصير شمة في رمضان الماضي قد زار قسنطينة وخص "لشروق اليومي" بحوار قال فيه إنه قرر أن لا يعود إلى العراق إلا بعد تحرير أراضيه، وتحدث عن الفتنة التي اندلعت بين الجزائر ومصر وقال إنه أقسم أن لا يشاهد مباراة كرة في حياته، ونقلت بعض المواقع المصرية الحوار وركزت على كون نصير شمة زار الجزائر عشية مباراة الأهلي المصري بشبيبة القبائل التي قالت عنها ذات المواقع إنها جرت في أجواء عدائية ومشحونة، وركزت أيضا على أنه أجرى حوارا مع "الشروق اليومي"التي قالت عنها ذات المواقع إنها تكن العداء لمصر، واشتدت بعد ذلك الهجمة الشرسة، ويبدو أن نصير شمة قريب من تقديم استقالته التي سبق وأن قدمها منذ خمس سنوات وتدخّل وزير الثقافة شخصيا لأجل عدول الفنان الكبير عنها. * * * * *