كانت بداياته مع التنشيط وهو طفل لا يتجاوز سنه تسع سنوات، تمكن من اكتساب شعبية كبيرة من خلال ظهوره على شاشة التلفزيون كمنشط للعديد من الحصص الناجحة على غرار "عائلة هايلة" التي نالت نجاحا كبيرا، فيما كشف في حوار ل"الشروق" بأنه يحضر للظهور مجددا على شاشة التلفزيون من خلال برنامج جديد. افتقدك الجمهور بعد احتجابك مؤخرا عن شاشة التلفزيون؟ أنا لم أغب، ولكن كنت أبحث عن مجال للظهور بشكل مميز، وانتظروا عودتي إلى التلفزيون بشكل خارق، في عمل مميز وهادف للأسرة والمجتمع معا. لعبت دورا مهما في نجاح خيمة "الشروق" للصداقة والتضامن مع الأطفال المصابين بداء السرطان خلال شهر رمضان المعظم؟ معرفتي بمدير جريدة "الشروق" علي فضيل قديمة قدم علاقتي بالإعلام، وسبق لي أن اشتغلت معه في حصة "فكاهة وطرب" التي كان يعدها للإذاعة الوطنية في الثمانينيات، ولهذا لم أتردد لحظة في تلبية دعوته، إلى جانب ضرورة أن نتعاون جميعا في سبيل الوقوف إلى جانب أطفالنا المصابين بمرض السرطان وحتى نلفت نظر المجتمع إلى ضرورة الالتفات حوله. ترى ما سر الشعبية التي يحظى بها جلال؟ أخاطب القوم بما يفهمون وهذا سر نجاحي، أنا دائم البحث على الوصول إلى المستمع من خلال الطرائف والكلام الخفيف، أنا لست بالمذيع ولا بالصحافي ولا بالمنتج ولم ألتحق بمدرسة لتعليم التنشيط، أنا زارع حب في هذا البلد. ما رأيك في ظاهرة استقطاب الفضائيات العربية لأهم الأسماء الإعلامية في التلفزيون الجزائري؟ احترامي للجميع، لكن كان عليهم البقاء لخدمة بلدهم عوض السفر إلى الخارج، مهما كان حجم الإغراءات. فرق كبير يشعر به المشاهد بين الجيل القديم من الإعلاميين وأبناء هذا الجيل؟ جيل هذه الأيام لم يسمحوا في الوطنية ولكنهم متهاونين وليسوا واعين بتضحيات آبائنا وأجدادنا ولو قدروها لما وصلنا إلى درجة إحراق العلم الوطني، يجب على الجزائري أن يرفع رأسه أين ما كان وحيث ما حل وهذا ما يحدث لشبابنا في كل المجالات ليس العاملين في مجال الإعلام فحسب. يبدو أنك من مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني؟ أبدا "بعد الجزائر لا حزب لي"، وبالمناسبة أتلقى عروضا كثيرة للانخراط في هذه الأحزاب لكنني كنت أرفض في كل مرة، أشكرهم على ثقتهم ولكن حزبي اليوم هو "الجزائر". الانتماء الحزبي لا يسقط صفة الوطنية عن الشخص لهذا قد يبدو سلوكك غريبا؟ هذا صحيح، لكن يجب أن تعرفي يا ابنتي أن الجزائر اليوم ليست بحاجة إلى الأحزاب، ولكن هي في أمس الحاجة إلى من يشمرّون على سواعدهم للعمل والتشييد. لهذا لم تغادر الجزائر في العشرية السوداء؟ العديد من صحفيي جيلي غادروا الجزائر في العشرية السوداء، وعرضت عليّ أموال طائلة للعمل في الخليفة "تي في"، لكنني رفضت ذلك رغم قلة المدخول، لأن الجزائر لا زالت ورشة كبيرة وبحاجة لكل أبنائها وطاقاتها مهما كانت مستوياتهم لصيانة أرض عميروش وبن مهيدي .. أرض الأبطال. رغم كثرة الإذاعات الوطنية والجهوية إلا أن المستمع اليوم بات يفتقد نكهتها في الماضي؟ حاليا بلغنا تعداد 45 إذاعة محلية بقيت ثلاث ولايات فقط بدون إذاعة خاصة بها، وهذا البرنامج يندرج ضمن مخطط رئيس الجمهورية في التنمية، ورغم الإمكانيات الضخمة التي رصدتها الدولة إلا أن مستوى الأداء يبقى بعيدا عن طموح المستمعين. ماذا عن بداياتك في حقل الإعلام؟ بدأت العمل في الإذاعة، وسني لا يتجاوز التسع سنوات، ذهبت صدفة إلى الإذاعة مع أحد أقاربي الذي رافقته حيث كان يعمل، ولدى دخولي إلى المكان دهشت لما رأيت، ووعدني حينها بحضور إحدى حصص الأطفال، وكان لي ذلك، حيث تمكنت من المشاركة في برنامج "البيت السعيد" الذي كانت تقدمه سامية سماعيل، وقرأت لهم قصيدة بالمناسبة فأعجبت بي ومنذ تلك الفترة أصبحت أحضر الحصة باستمرار، حيث أتولى قراءة تلك القصائد، وبعد عملي لسنوات في الإذاعة انتقلت إلى التلفزيون وكان أول ظهور لي على الشاشة سنة 1981 . الكثير من الناس يجهلون من هو جلال خارج الشاشة؟ أنا إنسان بسيط..ولا زلت أعيش في شقة متواضعة بعين البنيان ضواحي العاصمة رفقة زوجتي وعائلتي، أعيش سعيدا وقانعا بما أملك، وشعاري في الحياة "زوالي وفحل".