كان دور الإيطالي انريكي ماتيي مهما في تزويد الوفد الجزائري المفاوض في اتفاقيات إيفيان بالوثائق والخرائط الخاصة بتوزيع الثروات البترولية في الصحراء الجزائرية، ما جعل الوفد يقدم ملفا قانونيا من الوزن الثقيل أبهر الفرنسيين في وقت كانوا متمسكين أكثر من أي وقت مضى بالصحراء الجزائرية. * لأنه يمثل "علامة فارقة" في تاريخ الجزائر مثلما أكد وزير الداخلية دحو ولد قابلية، ولسد الفراغ الموجود في علاقة هذه الشخصية بالثورة الجزائرية، نظم ملتقى لأول مرة لتكريم هذا الصديق للجزائر أمس بفندق الأوراسي، حيث أكد رئيس جمعية قدماء "المالغ" أن هذا الرجل "كان يعلن مواقفه بصراحة بخصوص استقلال الجزائر ولم تكن له مجرد نظرة بحث عن الموارد البترولية إنما كان ينظر للأمور بسياسة". * "وكان أنريكي ماتيي يرأس في خمسينات القرن الماضي الهيئة الإيطالية للبترول وكان بموجب مسؤولياته يجوب العالم من أجل صفقات البترول وكان بطبعه مناهضا للاستعمار، ومن ثم ربطته علاقات متينة بكل من الطيب بولحروف، فرحات عباس، أحمد فرنسيس، أحمد الصديق بن يحيى وعبد الحفيظ بوصوف، وتفهم هذا الأخير أفكار ماتيي فهما جيدا ومن ثم تمكن من ترويجها وسط زعماء الثورة، وفي مناطق مثل ليبيا حيث توسط له لدى ملك ليحصل على صفقات هامة من النفط الليبي" قال ولد قابلية. * هذه العلاقة الطيبة ترجمها ماتيي الباغض للاستعمار الفرنسي -"كان يعتقد أن وجود فرنسا في الجزائر عرقل سياسة إيطاليا في العالم العربي"- بمساعدة هامة ومن نوع خاص للثورة الجزائرية "عندما شرح وعرّف المفاوضين الجزائريين في ملف فصل الصحراء في محادثات إيفيان بالمكانة القانونية لهذه الأخيرة والكنوز البترولية التي يحتضنها جوفها، فزودهم بالخرائط اللازمة ومن ثم أعد الوفد ملفا قانونيا انبهرت له فرنسا".