كشف وزير الداخلية دحو ولد قابلية، ورئيس جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة ''المالغ''، أن صالح بوعكوير كان عضوا في وزارة التسليح والاتصالات العامة (المالغ). وقال ولد قابلية أن اغتيال بوعكوير بمعية صديق الثورة الجزائرية الإيطالي أريكو ماتيي يكون قد تم على يد منظمة الجيش السري الإرهابية. عبر ولد قابلية، أمس، خلال الملتقى الدولي حول أنريكو ماتيي، والذي نظمته سفارة إيطاليا بالجزائر، عن رأيه بخصوص صالح بوعكوير قائلا: ''إن موقف المالغ الرسمي اتجاه صالح بوعكوير واضح، لقد ساهم الرجل في عمليات الوزارة السرية وقد اغتيل لهذا السبب''. هذا التصريح لرئيس جمعية ''المالغ'' من شأنه أن يقلب الأمور رأسا على عقب، خصوصا الموقف الرسمي للحكومة الجزائرية اتجاه هذه الشخصية التي ظلت محل شك في علاقتها بالثورة التحريرية. نذكر هذا الأمر لأنه سبق لرئيس المجلس الأعلى للدولة المرحوم محمد بوضياف وأن دعا سنة 1992 إلى نزع اسم صالح بوعكوير من أحد أكبر الشوارع بالجزائر العاصمة، وهو شارع تليملي سابقا، بحجة أنه لم يساهم في حرب التحرير، وتم استبداله باسم كريم بلقاسم. فهل تعيد شهادة دحو ولد قابلية في حق بوعكوير النظر في هذه القضية التي أثارت وقتها ردود فعل عديدة وسط الأسرة الثورية؟ وقد شغل بوعكوير، حسب ولد قابلية منصبا ساميا، فكان مديرا عاما للشؤون الاقتصادية والتصنيع لدى مصالح الحاكم العام الفرنسي بالجزائر، مما كلفه تهمة معارضة المد التحرري لجبهة التحرير الوطني. لكنه كان يمد جبهة التحرير بالوثائق فاعتبر أحد العناصر الفاعلة في المالغ. وأضاف ولد قابلية: ''كان بوعكوير يمدّنا بوثائق تخص الموارد البترولية والسياسة الفرنسية في الصحراء الجزائرية، وقد ساهمت تلك الوثائق في تدعيم ملف المتفاوضين الجزائريين في إيفيان''. وكان صالح بوعكوير قد وجد مقتولا في ظروف غامضة في سبتمبر.1961 وبخصوص أنريكو ماتيي، كشف ولد قابلية أنه ربط ''علاقات قوية مع الطيب بولحروف وفرحات عباس، وأحمد فرانسيس وامحمد يزيد، وخاصة عبد الحفيظ بوصوف الذي تفهّم جيدا أفكار ماتيي وساعده في تجسيد سياسته في المنطقة خاصة عبر ليبيا''. وعن حيثيات اغتيال ماتيي أشار ولد قابلية: ''لا توجد دلائل دامغة تؤكد فرضية اغتيال ماتيي على يد منظمة الجيش السري، لكن هناك ما يسمى بالأثر الذي أحدثه ماتيي في المفاوضات، فكان يزعج المصالح الفرنسية التي راحت تراقبه عن قرب معتمدة على منظمة ''آو.آ. آس'' التي لم تكن تتأخر عن اغتيال كل من يعترض مصالحها''. كما يشير ذات المسؤول إلى أن اعترافات حديثة لمسؤولين في المنظمة، تؤكد سلسلة الاغتيالات، التي مست 103 شخصية من الأوروبيين أصدقاء الثورة، بأمر من وزير الداخلية الفرنسي آنذاك ميشال دوبري، مستندا في أقواله إلى الصفحة 189 من كتاب ''كوستونتين مانيك''.