أكد سفير إيطاليا بالجزائر، جيامباولو كانتيني، يوم الأربعاء، بأن إيطاليا تأمل الاسهام في كتابة صفحة من تاريخ الجزائر المعاصر و تاريخ العلاقات الجزائرية-الإيطالية من خلال الملتقى الدولي حول انريكو ماتيي المزمع عقده يوم 7 ديسمبر المقبل بالجزائر العاصمة. و أوضح السفير خلال ندوة صحفية حول عرض هذا الحدث يقول "نأمل من خلال تنظيم ملتقى دولي حول دعم انريكو ماتيي لحرب التحرير الوطني الإسهام في كتابة صفحة من التاريخ المعاصر للجزائر و كذا تاريخ العلاقات الجزائرية-الإيطالية". و من جهتها، أوضحت مديرة المركز الثقافي الإيطالي أن هذا الملتقى الذي ينظم تحت شعار "انريكو ماتيي و الجزائر إبان حرب التحرير الوطني" يهدف إلى تعريف "مناصر الحرية و الديمقراطية هذا" للأجيال الجزائرية و الإيطالية الصاعدة. و أشار سفير إيطاليا إلى أن مسؤولين جزائريين سابقين عرفوا هذا الرجل السياسي الإيطالي سيتدخلون خلال هذا الملتقى. وذكر في هذا الشأن السيد محمد خلادي (مدير سابق للتوثيق و البحوث بوزارة التسليح و الاتصالات العامة) و علي شريف ديروا (ضابط سابق بوزارة التسليح و الاتصالات العامة و جيش التحرير الوطني) و رضا رحال و جعفر سكندر (ضابطين بجيش التحرير الوطني) و رضا مالك رئيس حكومة سابق و ناطق رسمي للوفد الجزائري خلال مفاوضات إيفيان. وأوضح السيد كانتيني أن الملتقى سيكون مناسبة لتعزيز التعاون بين المركز الوطني الجزائري للأرشيف و المجمع الإيطالي للمحروقات ايني مضيفا أنه من المقرر في هذا الإطار تبادل بعض الوثائق و الصور. و بخصوص العلاقات الجزائرية-الإيطالية أكد السفير بأنها "في مستوى تاريخهما العريق" مسجلا بأنها ما فتئت تتطور منذ الستينات". وذكر السيد كانتيني بأن ايطاليا تعد احد المشترين الرئيسيين للغاز الجزائري مشيرا الى ان "الانبوب الناقل للغاز انريكو ماتيي الرابط بين الجزائر و ايطاليا الذي تقدر طاقته ب 30 مليار متر مكعب سنويا جعل من اوروبا زبونا هاما للغاز الجزائري". كما استعرض السيد كانتيني المجالات التي تمثل فيها ايطاليا شريكا هاما للجزائر سيما فيما يخص التجهيزات و الالات الصناعية و التكوين (البحرية و الهندسة و ترميم البنايات) الى جانب الاشغال العمومية (بناء ميناء جنجن و عدة سدود عبر التراب الوطني). وأكد السيد كانتيني ان "هذه الشراكات الاقتصادية التي مافتئت تتطور منذ استقلال الجزائر تقوم على علاقات سياسية ممتازة" بفضل شبكة التضامن مع القضية الجزائرية التي اسسها انريكو ماتيي. و يتضمن برنامج اللقاء دورات حول مواضيع "ايطاليا و القضية الجزائرية" و "جبهة التحرير الوطني و شبكة التضامن في اوروبا الغربية" و "موارد الصحراء الجزائرية في مفاوضات ايفيان". وبادر بتنظيم هذا اللقاء كل من سفارة ايطاليا في الجزائر و المركز الثقافي الايطالي بالتعاون مع المديرية العامة للارشيف الوطني و المؤسسة الوطنية الايطالية للمحروقات و الديوان الوطني للثقافة و الاعلام. كما سيتم عرض فيلم "قضية ماتيي" لفرانشيسكو روسي في نفس اليوم بقاعة الموقار. و من جهة أخرى، أعلن سفير ايطاليا ان هذا اللقاء يمهد لسلسلة من المبادرات و الاحداث التي ستنطلق في اواخر سنة 2010 و تتواصل في 2011 و 2012 حول حدثين هامين في تاريخ البلدين: سنة 2011 احياء الذكرى ال150 لتوحيد ايطاليا و 2012 احياء الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر.