وقعت أمس وزارة تهيئة الإقليم والبيئة، اتفاق شراكة مع الصندوق العالمي للبيئة، يتولى الصندوق بموجبه المساهمة في تمويل مشروع تطوير الطاقات المتجددة بالمدينةالجديدة بوقزول وجعلها مدينة للطاقة النظيفة عوضا عاصمة للجزائر، كما سبق للشروق أن تطرقت إليه في عدد سابق. * وتبلغ مساهمة الصندوق 8.2 مليون دولار، تقابلها 12 مليون دولار رصدتها الجزائر للمشروع. في حين أكدت مونيك باربو الرئيسة المديرة العامة للصندوق من أجل الطاقة أن التكلفة الإجمالية لتهيئة مدينة بوقزول ستكلف الجزائر 400 مليون دولار، وضمن هذا السياق أكد وزير تهيئة الإقليم والبيئة الشريف رحماني، بأهمية المشروع الذي قال "نريده نموذجا قابلا للاستنساخ، لجعله نموذجا للمدن الجديدةبالجزائر والمغرب العربي" على حد قوله. * وأضاف الوزير، في كلمة بمناسبة مراسم التوقيع، أن بوقزول "ستضمن جذبا للسكان نحو قلب الجزائر، وتساهم في تخفيف الضغط السكاني على المنطقة الساحلية". وعدّد الوزير أهم المقومات التي ستجعل من بوقزول، مدينة للطاقة النظيفة ومن بينها تخطيط المدينة على أسس استشرافية، واستخدام أفضل التقنيات في مجال الهندسة المعمارية والبناء، التنبؤ لمواجهة المخاطر، ووضع بنى تحتية مثالية لاسيما شبكات الغاز، الماء والكهرباء، و تقليص انبعاثات الغازات، وتوفير أجهزة منزلية صديقة للبيئة. * ودعا المتحدث أرباب العمل والمقاولين إلى إقامة مشاريع بالمدينة، كما وجه نفس الدعوة للمستشمرين الأجانب، "بوقزول تحت تصرفكم..هناك أوعية عقارية متوفرة، والسلطات المحلية ستقدم لكم التسهيلات كافة". ونبّه رحماني إلى أهمية التكيف مع التغيرات المناخية.. وقال بهذا الخصوص "إن مصير العالم مرتبط اليوم برفع التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية؛ والتطورات الديمغرافية، ففي الجزائر اليوم يقيم 80 بالمائة من السكان بالمدن، وفي العام 2030 ستعرف مدننا 14 مليون ساكن جديد"، وخلص الوزير هنا إلى التشديد على أن المسائل المناخية "هي قضية أمن جماعي، وليست قضية بيئة فقط". * من جانبها ثمنت المديرة العامة للصندوق العالمي للبيئة مونيك باربو، مشروع بوقزول "الذي نوليه اهتماما استثنائيا"، متوقعة بلوغ تعداد سكان المدينة نصف مليون نسمة في آفاق 20 سنة القادمة، وقالت إن هؤلاء السكان "سيمارسون نشاطات أخرى، تؤدي إلى طرح مليون طن من الغازات الدفيئة سنويا". وشرحت المتحدثة أن 8.2 مليون دولار التي تمثل مساهمة الصندوق "ستوجه إلى البناءات المقتصدة للطاقة، النقل النظيف، والطاقات المتجددة".