*التونسيون حمونا واستودعناهم بيوتنا وممتلكاتنا أكدت شهادات جزائريين عائدين من تونس، وجود انفلات تام بالشارع التونسي، متحدثين عن حالة من الفوضى، من بين تداعياتها تقطع السبل بكثير من مواطنيهم، كما تحدثت الشهادات التي استقتها "الشروق" من المسافرين القادمين، على متن رحلة "الجوية الجزائرية" مساء أول أمس، عن بعض الوقائع المثيرة التي جرت بتونس خلال الاضطرابات الأخيرة، كما نوهوا بتدخل السلطات الجزائرية لنقل عشرات المواطنين بمطار "تونسقرطاج"، بعد إلغاء رحلات الخطوط الجوية التونسية. * "آل الطرابلسي" أشهروا أسلحتهم داخل المطار * في حدود الساعة التاسعة والنصف من مساء أول أمس، بدأ المسافرون القادمون على متن الرحلة4001 القادمة من تونس، ولوج بهو مطار هواري بومدين، بعد رحلة مضنية تأخرت ساعات طويلة، بسبب الظروف التي تعرفها تونس. وهي الظروف التي لم تؤثر في العلاقات الإنسانية بين التونسيينوالجزائريين المقيمين هناك، "حاول بعض المنحرفين الاعتداء علينا وسرقتنا مستغلين الفوضى، لكن جيراننا التونسيين تدخلوا ودافعوا عنا"، يقول شاب كان يقيم بمدينة أريانة رفقة عائلته، واضطروا للعودة إلى الجزائر بسبب الاضطرابات السياسية في البلاد. * وتضيف سيدة أخرى قائلة: "لقد تركنا مفاتيح بيوتنا وسياراتنا لدى معارفنا من التونسيين، وعلاقاتنا بمحيطنا وجيراننا ممتازة ولا نشعر أبدا بالغربة هناك". يشار إلى أن غالبية المسافرين لم تكن عودتهم إلى الوطن مبرمجة من قبل، غير أنها اضطرت تحت ضغط الأحداث، إلى الهرب في انتظار انجلاء الغموض الذي يطبع الوضع. * بدوره يؤكد السيد محمد الشريف مهداي، أن الجزائريين "لم يكونوا مستهدفين خلال الأحداث". لكنه يتحدث عن بعض وقائع العنف التي كان شاهدا عليها، ومن بينها حادثة منع عائلة الطرابلسي من ركوب الطائرة؛ "كنت بالمطار لما قدم أفراد من عائلة الطرابلسي، ولما منعوا من ركوب الطائرة، أشهروا مسدساتهم وحاولوا بلوغ الطائرة بالقوة، لكن الشرطة تدخلت لإنقاذ الموقف". ويضيف السيد مهداي الذي يشتغل طبيبا بتونس، أن المطار "محاصر ومطوق تماما من طرف الجيش"، ويضيف أن التونسيين "مرعوبون، ولم يعودوا يثقون إلا في الجيش". * "الدستوريون" وراء ميليشيات النهب والتقتيل * وأكد كثير من المسافرين، الذين تقربت منهم "الشروق"، أن الموالين لنظام بن علي، يقفون وراء عمليات السلب والفوضى التي تعيشها البلاد، واضعين في قفص الاتهام أعضاء من حزب الرئيس السابق "التجمع الدستوري الديمقراطي" بالانتظام في ميليشيات غرضها نشر الفوضى، وتنظيم عمليات انتقامية من المواطنين، وكذا اقتحام السجون وتحرير المجرمين، وتحريضهم على القيام بأعمال عنف. * وأكد جزائري كان على متن الرحلة، أنه شاهد قناصة يعتلون سطوح البنايات خلال الاحتجاجات، ويطلقون النار على المتظاهرين، مستهدفين منطقة الرأس للتأكد من أن الإصابة ستكون قاتلة. * "الجوية الجزائرية" تنقذ الموقف * كان أكثر من نصف القادمين في الرحلة4001، من ضحايا الإهمال بمطار "تونسقرطاج"، حيث حجزوا على متن رحلة للخطوط الجوية التونسية، لكن هذه الأخيرة ألغت الرحلة بعد ساعات من التأجيل، من دون أن تقدم تبريرا أو تتكفل بالمتضررين من هذه الوضعية. وقال السيد عباس: "انتظرنا عشر ساعات في المطار، والحمد لله أن الدولة الجزائرية أرسلت طائرة تكفلت بنقلنا" وكانت "الجوية الجزائرية" قد أرسلت طائرة من الحجم الكبير عادت بالجزائريين العالقين، ممن كانوا ضحايا إلغاء رحلة الخطوط التونسية. وأعرب عدد من المسافرين، عن أملهم في أن تسير السلطات الجوية رحلات إضافية، لإجلاء آلاف الرعايا الذين يواجهون صعوبة في العودة إلى الوطن. *