واصلت أمس، الصحافة البريطانية، إهتمامها بالحرب الإسرائيلية على لبنان، فقد كتبت جريدة "الأندبندنت"، بأن زعيم حزب الله كان "ينظر إليه قبل عام من الآن على أنه مجرد متمرد بلا قضية.. نعم، لقد كان حسن نصر الله، شخصية كاريزماتية هامة في لبنان، إلا أنه بدا وكأنه محكوم عليه بأن يبقى على هامش المشهد السياسي في الشرق الأوسط لسنوات"!، وقالت "الأندبندنت": "أما وقد شنت حملتها العسكرية التي لا هوادة فيها على لبنان إثر اختطاف حزب الله اثنين من جنودها، فقد جعلت إسرائيل من نصر الله رمزا للمقاومة ضدها في ربوع العالم الإسلامي". جمال لعلامي وترى نفس الجريدة، بأن نصر الله "المزيج بين القومية والتدين"، قد تحول بفعل الهجوم الإسرائيلي على بلاده من مجرد الزعيم الأكثر أهمية في الطائفة الشيعية في لبنان إلى القائد الذي نجا من كل المحاولات الإسرائيلية لقتله واستئصال حزبه.. فغدا "بطلا في طول العالم العربي وعرضه". وتعليقا على القصف الإسرائيلي على لبنان، نشرت صحيفة "التايمز" مقالا نقديا تحدثت فيه عن "القنابل التي لا تكون ذكية أبدا"، وعاد المقال ليستعيد صورا من التاريخ عن الفشل الذريع الذي منيت به كل حملات القصف بالقنابل ضد المدن والشعوب عبر التاريخ، متسائلا: "ترى، من هو رجل اللحظة الآن؟.. "إنه الشيخ حسن نصر الله الذي صعد نجمه على أنقاض وحطام الأبنية التي دمرتها القنابل الإسرائيلية". أما صحيفة "الجارديان"، فأبرزت هي الأخرى، خبر الاستعدادات الإسرائيلية لشن هجوم شامل على لبنان، وذلك في تحقيق رئيسي جاء في صدر صفحتها الأولى، أما صفحاتها الداخلية، فقد حفلت بالكثير من التحقيقات الميدانية المصورة والمقالات التحليلية التي تناولت الأزمة الراهنة بين حزب الله ولبنان، وفي صفحتها الخامسة، نشرت "الجارديان" خارطة جاءت على ستة أعمدة، توضح فيها انتشار القوات الإسرائيلية المتواجدة شمال إسرائيل أو في مناطق وقرى الجنوب اللبناني، كما تظهر الخريطة أيضا الحزام الأمني الذي تعتزم إسرائيل إقامته في جنوب لبنان وتفاصيل أخرى عن سكان المدن والقرى اللبنانية الجنوبية قبل القصف الإسرائيلي لها وما تعرضت له من خراب ودمار جراء عمليات القصف. الملفت في تطورات الوضع اللبناني، كانت المقابلة التي أجرتها صحيفة "الفايننشال تايمز"، مع الزعيم الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، الذي "غرد خارج السرب اللبناني"، عندما اعتبر أن القتال الدائر في المنطقة "قد وجه ضربة قاتلة لآمال بناء لبنان المستقل"، واتهم جنبلاط خلال المقابلة الصحفية، حزب الله بالعمل على تنفيذ برنامج سوري-إيراني، حين قام باختطاف الجنديين الإسرائيليين وتسبب "بانتقام إسرائيلي مدمر". التحول في الموقف الإسرائيلي حيال مساعي وقف إطلاق النار في لبنان، إحتل حيزا رئيسيا في اهتمامات الصحف البريطانية، فقد أوردت هذه الصحف تقارير وتحليلات أظهرت أن المؤسسة العسكرية ووسائل الإعلام وضغوط الرأي العام دفعت بالحكومة الإسرائيلية، إلى تشديد موقفها برغم التفاؤل الذي بدا على وزيرة الخارجية الأمريكية بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار. تحت عنوان: "جنرالات إسرائيل غاضبون حيال توجه أولمرت لضبط النفس"، أشارت جريدة "التلجراف" إلى أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بتعليق الغارات الجوية لمدة 48 ساعة، أصاب كبار الضباط في القيادة الشمالية "بدهشة بالغة"! ، وأضافت بأن بعضهم علم بالقرار من خلال الصحافيين!، مؤكدة بأن قائد القوات الجوية الإسرائيلية تعهد بعدم وقف الطلعات الجوية بعد مقتل عشرات المدنيين في قانا. تداعيات الأزمة في لبنان، وصلت إلى أروقة وزارة الخارجية البريطانية، وسط مؤشرات على خلاف بين الوزيرة مارجريت بيكيت، ورئيس الوزراء توني بلير، حسب ما ذكرت "التلجراف"، التي نقلت عن أصدقاء الوزيرة أنها غاضبة حيال رفض بلير إدانة الهجمات الإسرائيلية برغم الخسائر المتزايدة في صفوف المدنيين اللبنانيين!!.