استبعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر اللّه، قيام حرب إسرائيلية وشيكة على لبنان، متوعدا إسرائيل بمفاجآت في حال شنّها أي حرب على لبنان. وقال نصر الله إن المقاومة اللبنانية لا تريد أن تصنع حربا بل أن تمنع وقوعها ، وأعاد تأكيد معادلة ''الضاحية مقابل تل أبيب''، مؤكدًا أنه بات بإمكان المقاومة أن تطال كل القرى والمدن في فلسطينالمحتلة (التي تسيطر عليها إسرائيل). وخلال المهرجان الشعبي الذي أقامه حزب الله في الذكرى الثالثة للانتصار، في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية، دعا نصر اللّه إلى دراسة ما حدث في حرب جويلية 2006 من كل الجوانب، و''خصوصاً فيما لو خسرت المقاومة، وماذا كانت ستكون عليه صورة لبنان وفلسطين''. وأعطى نصر اللّه في كلمته الأولوية للتهديدات الإسرائيلية الراهنة. ورأى أنّ ''الضجيج الإعلامي الإسرائيلي تساعده مواقف أمريكية وبريطانية''، ورأى أنّ ''كل هذه التهديدات تدلّ على أن لا على حرب آتية على لبنان، بل إن لها أهدافا أخرى''، كالتعبير عن الانزعاج الإسرائيلي من حكومة الوحدة الوطنية، ف''الهدف من هذه التهديدات هو الضغط على الحكومة اللبنانية لإعاقة تأليفها، والضغط على حزب الله حتى لا يشارك في الحكومة''. وأشار نصر الله إلى أنّ الردّ على هذه التهديدات يكون ''بالمسارعة إلى تأليف حكومة وحدة وطنية، ومشاركة حزب الله بفعالية في هذه الحكومة". وأضاف إنّ الضجيج الإسرائيلي يهدف أيضا إلى إعادة التوتّر إلى الساحة اللبنانية، ''وتعديل مهمة قوات اليونيفيل التي لا مهمة لها سوى مساندة الجيش والشعب اللبنانيين''. وبشأن القوات الدولية، أشاد نصر الله بالموقف الرسمي اللبناني والمواقف السياسية التي ''أحبطت محاولة تعديل مهمة اليونيفيل''، معتبراً أنّ من جملة الحملة الإسرائيلية ''إثارة مسألة تسلّح حزب الله للضغط على لبنان وسوريا وإيران والمجتمع الدولي". وتطرّق نصر الله إلى موقف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير الذي اعتبر الحديث عن حرب على الجبهة الشمالية مجرّد ''عاصفة إعلامية''. ورأى أنّ ما دفع نتنياهو إلى التراجع هو خوف المستوطنين الإسرائيليين، فقد ''قامت قيامة المستوطنين، وبدأ السيّاح يهربون". وتحدث نصر الله عن ''مدرسة عسكرية للمقاومة اللبنانية، وقال إن هذه المدرسة نحن أولى بها لأنّنا صنعناها بدماء شهدائنا وعقول مجاهدينا وفي مقدمتهم الشهيد عماد مغنية''. وأشار إلى أنّ المقاومة ''لا تريد حرباً، ولسنا خائفين منها، ولعل الإسرائيلي يريدها وهو خائف منها وهذا هو الفارق بيننا''. وتابع: ''نعم من حقنا أن نفهمه ونقول له: في حرب تموز قلنا لكم إذا قصفتم بيروت فسنقصف تل أبيب، واليوم نقول لكم إذا قصفتم بيروت أو الضاحية الجنوبية، فسنقصف تل أبيب''. وقال نصر الله إن أهم ما يدفع إسرائيل إلى العجلة في الحرب هو توافر معلومات كافية لديها، ''وعندما تنقص معلوماتها تتردّد، وعندما تتخربط معلوماتها تضيع، وعندما تفقد المعلومات تصبح عمياء، فعيونها هي هؤلاء الجواسيس''. لذلك، طالب نصر الله الأجهزة الأمنية بأن تكمل عملها مناشداً قياداتها: ''لا تقفوا عند الانتخابات، تفضلوا وأكملوا كشف العملاء، ما أنجز حتى الآن مهم جداً وكبير جداً ولكن هذا غير كافٍ".