أبرزت الندوة الصحفية التي عقدت بمتحف السينما مجموعة من المشاكل، تقف عائقا أمام إبراز دور وهران كقطب ثقافي فعال في جلب المواهب وتنميتها وعن عجز في تسخير الإمكانيات البشرية بسبب نقص الدعم والمتابعة الميدانية. محمد الأمين بوحارة الندوة حضرها معظم مسؤولي القطاعات المعنية وجمعيات فاعلة بالإضافة إلى فنانين وجمع من المهتمين. أول تدخل كان لمديرة الثقافة عددت فيه المشاريع التي بقيت حتى اليوم تراوح مكانها كقصر الباي المجمدة الأشغال به منذ 1999 وجامع سيدي الهواري الذي عرف حركة أخذ ورد بين وزارتي الثقافة والشؤون الدينية، ليصبح مقسما بينهما، أما عن المشاكل الأخرى فأكدت المديرة أنها »بسيطة بالمقارنة مع إعادة تأهيل الأثار وترميمها« فالسينماتيك لا ينقصها سوى منافذ النجدة والمتحف سيستفيد من بلاط وطلاء جديدين. وأوعزت سبب تأخر الأشغال به إلى عدم وجود مؤسسة مؤهلة للتكفل بالإنجاز باعتبار المتحف تحفة معمارية يجب أن يضطلع بها متخصصون، أما معهد الموسيقي وصرح سانتاكروز فهما »يسيران بصورة عادية«. من جهته السيد بن صالح الحاج مدير السينماتيك أكد على وجود نية في أن تصبح مثل هذه اللقاءات شهرية حتى تكون السينما مركزا للإشعاع الثقافي، إذ ستنظم معارض مستمرة للوحات تشكيلية وأخرى تخص الأطفال لتنمية الحس الفني لديهم ستعرض كل إثنين مساء، وأضاف أنه في القريب سيكون هناك بيع بالإهداء لكتابين يخصان السينما. المسرح كان ممثلا بمديره السيد عزي الذي أكد أن السلطات المحلية لا تولي اهتماما بالثقافة فعدا الميزانية الضئيلة التي تقدم بداية كل سنة، فإن المتابعة غير موجودة والدليل عدم تركيب أجهزة التكييف بالمسرح الجهوي بالرغم من وعود الوزيرة خلال زيارتها الأخيرة. أما عن جديد هذه السنة فقد اكتفى محدثنا بالإشارة إلى أن شهر رمضان سيكون حافلا بمعدل مسرحية كل يوم ومفاجأة للأطفال وهي عرض مسرحية خاصة بعرائس الڤاراڤوز. دار الثقافة وعلى رأسها المدير الجديد السيد مكي ستعرف طفرة نوعية حسب ما صرح به المدير، وستحاول الخروج للناس بدل الانطواء ومشاركة مختلف الأطياف الثقافية الفاعل ميدانيا لإعطاء الصورة السليمة لدور هذه الأخيرة في لم فئات المجتمع. وأول مشروع ينفذ هو مكتبة خاصة بالطفل وقاعدة أنترنت لأقل من 16 سنة وهو وعد أقطعه على نفسي سيعرف التجسيد ابتداء من 8 جانفي 2007 بالإضافة لتنظيم الملتقى الدولي الثاني لكتاب الطفل السنة المقبلة يؤكد مدير دار الثقافة. جمعية الأفق الجميل بوهران وكذا جمعية البحر الأبيض المتوسط اللتان حضرتا اللقاء عبرت عن انشغالات متزايدة. فالأفق الجميل الناشطة منذ 4 سنوات قامت بتكوين مرشدين سياحيين وساهمت بقوة في الدفاع بعجلة الاهتمام بالموروث الثقافي الوهراني، لكن كل الأبواب أوصدت والنتيجة ضياع 6 آثار مسجلة وطنيا و23 شارعا عتيقا في حين أن طلب جمعية البحر الأبيض بالحصول على مقر على مستوى ولاية وهران باعتبار أنها جمعية تنشط على مستوى العاصمة يبقى متعلقا بمدى تعاون السلطات ومدها يد العون. باقي الأسئلة تنعت بين المطالبة بإعادة الهيبة للمعالم الدينية كضريح الإمام عبد القادر، وبين إعطاء الفرصة للمجتمع المدني للتعبير بحرية والمشاركة المباشرة في إحياء ثقافته على طريقة »ارم بالثقافة للشارع يلتقطها الشعب«، وأهم سؤال تمحور حول تغييب دور وهران كثاني عاصمة للجزائر والاكتفاء بمهرجان واحد طيلة 12 شهرا وفي هذا الصدد ذكر أحد الحضور أن مناسبة مثل 20 أوت برمج لها 16 شاعرا، حضرها 7 مدعوين، في حين أقيم معرض لصور المجاهدين والشهداء بصور منسوخة طبق الأصل بالرغم من توفر المادة على مستوى متحف زبانة. للتذكير فإن الولاية ستستفيد حسب مديرة الثقافة إن وفت السلطات بوعودها من أربعة مراكز ثقافية بالقرى المعزولة، بالإضافة إلى تنظيم قافلة الجنوب حتى يتعرف المواطنون على ثقافة الصحراء الشاسعة وزيارات ميدانية للأطفال المرضى وتنظيم خرجات لهم مرة كل شهر. للإشارة فإن بهو السينماتيك يعرض صورا نادرة جدا لم يسبق وأن نشرت لمدينة وهران تعود للقرن 19، تضعها جمعية الأفق الجميل بوهران تحت تصرف المهتمين تطلعا لإنشاء أرشيف وهران الخاص وكذا تسجيل وهران القديمة كموروث وطني تجب المحافظة عليه.