عاش سكان حي 96 مسكنا بمدينة بوسعادة، مساء يوم الخميس، لحظات رعب حقيقية، إثر اندلاع حريق مهول في إحدى الشقق الأرضية للعمارات المجاورة للمسجد، وقد حدث هذا الحريق بعد انطلاق شرارة كهربائية من قاطع كهربائي، مما جعل النيران تشتغل في كل مكان، وأدى اندلاعها إلى تسرب في أنبوب الغاز الطبيعي، مما كان سيؤدي إلى كارثة أكبر لو لم يتفطن أحد المواطنين الذي قام بقطع التموين من مصدره. أ.سعيد وحسب شهود عيان لحظة الحادثة، فإن انطلاق الشرارة جاء في وقت خروج المصلين من مسجد الحي المجاور بعد صلاة الظهر، والذين شاهدوا صعود الدخان من الشقة المذكورة، وقد حاولوا اقتحام الشقة من بابها الرئيسي، لكنهم لم يتمكنوا نظرا لوجود باب حديدي مغلق، عندها لجأوا إلى نافذة المطبخ حيث قاموا بإخراج الأم وابنيها والتي أخبرتهم أن ابنها الصغير (ل.ل) ذا الأربع سنوات ما يزال داخل غرفة الاستقبال، ورغم محاولات إمام المسجد ورئيس لجنة المسجد، اللذين أصيبا ببعض الجروح، إقتحام هذه الغرفة عبر نافذتها الكبرى، إلا أن قوة النيران التي ازداد علوها لتلامس نوافذ الطابق الأول صدهما عن هذه المحاولة، مما جعل بعض المواطنين يسارعون إلى المستشفى القريب لجلب قارورات الإطفاء، لكن هذه الأخيرة لم تكن كافية لتهدئة السعير المنطلق، وعند وصل رجال الحماية المدنية واستخدم هؤلاء قناع الاكسجين بعد إطفاء النيران لإخراج جثة الصغير التي وجدت متفحة، كما تم إنقاذ بعض العائلات المحاصرة في الطوابق العليا. ومنهم شاب كان في حالة هلع شديدة، بعد كثافة الدمان، ويحاول إلقاء نفسه من الطابق الثالث، خاصة بعد أن عجز سلم الحريق الذي استخدمه منقذو الحماية في الوصول أكثر من الطابق الثاني..!! مما بعث موجة استنكار في صفوف السكان الذين انتقدوا الوسائل البدائية التي يملكها مركز الحماية ببوسعادة!؟ وحمل الحاضرون في مكان الحادث مسؤولية ما جرى لشركة سونلغاز التي كان صاحب البيت حسب تصريحه قد اتصل بها أكثر من مرة لتنبيهها بوجود قصر دارة في التركيبات الكهربائية للعمارة التي كان نصف مساكنها به تيار بينما النصف الآخر بدون تيار، والأخطر من ذلك يؤكد السكان أن سونلغاز تسارع إلى نزع عدادات الغاز والكهرباء لبعض السكان الذين يتأخرون في دفع مستحقاتهم تاركة أنابيب الغاز وخيوط التيار القاتلة في متناول العابثين من الأطفال أو غيرهم، حيث يمكن لأي كان أن يدير مفتاح الغاز ليملأ المكان ويتسرب إلى الشقق المختلفة. سكان حي 96 مسكنا المبني بطريقة البناءات الجاهزة حملونا رسالة إلى السلطات يدعونها إلى التدخل السريع لتسوية الكثير من المشاكل التي يعانون منها، في حين قال لنا السيد ل. س صاحب البيت المحترق أنه يتمنى أن تسارع السلطات التي زاره منها رئيس البلدية ووعده بالاتصال بالدائرة والولاية إلى لملمة شمله، لأنه أصبح منكوبا وفقد كل شيء وليس لديه أي مكان يقصده في مثل هذه الظروف التي تتزامن مع الدخول الاجتماعي وبداية شهر الصوم.