أرجع إميل أ. ناخليه الذي عمل في وكالة "السي آي ايه" لمدة "15" سنة وتقاعد في 30 جوان 2006، سبب إخفاق الولاياتالمتحدة في العراق إلى غياب التفكير في مرحلة ما بعد الغزو، حيث كان واضحا لدى مسؤولي إدارة جورج بوش بأن العملية العسكرية سوف تنجح، وكانت هنالك رؤية أيديولوجية لدى بعضهم ملخّصها أننا سوف نُستقَبل كمحررين. باختصار، "لم يفهم هؤلاء الناس أن العراقيين -حتى و إن كرهوا صدام- إلاّ أنهم لن يباركوا قيامنا باحتلال العراق". واعترف رجل المخابرات الأمريكي "سابقا" بأن العراق ظهر أكثر تعقيدا من مجرد القضاء على صدام ونظامه، مبرزا في حوار صحفي أن بلاده كان عليها التعلم من الخبرة البريطانية في العشرينيات، حينما تم تشكيل العراق الحديث؛ إذ أثبتت التجربة أن الذين يجلبون الزعماء من الخارج لن ينجحوا. القسم الدولي السيد إميل أ. ناخليه الذي نفى وجود علاقة بين الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وتنظيم القاعدة قبل عملية غزو العراق، أقر بأن الوجود الأمريكي في العراق هو جزء من المشكلة، وبالتالي فإنه يتعين على بلاده التفكير في استراتيجية الخروج من هذا البلد. وقال أن الوجود الأمريكي يساهم في تذكية العنف والحرب الأهلية في العراق، وهذا ما حفز المقاومة "المجاهدين" على النشاط. وتساءل المسؤول السابق في "سي آي ايه" في ذات الحوار عن الشكل الذي سوف يصبح العراق عليه بعد أن صار ملجأ للطائفية: هل سيتبع النموذج الإيراني، أم أنه سيلحق بالنموذج التسلطي العربي؟. ومن جهة أخرى تحدث نفس المتحدث عن معتقلي غوانتانامو وقال أن بعضهم تم اعتقاله خلال الحرب الأمريكية على أفغانستان دون أن يشارك فيها، بمعنى أنهم كانوا، في المكان الخطأ، وفي التوقيت الخطأ. وحتى القيادة العسكرية هناك كانت تعلم أن ثلث المعتقلين على الأقل لم يكونوا، لا مجاهدين ولا "إرهابيين". واعترف أن المخابرات الأمريكية كانت تدفع لقوات الأمن الباكستانية مكافأة عن كل شخص شرق أوسطي، يقبضون عليه ويسلمونه لها.. وعلى صعيد آخر، أكد هذا المسؤول الأمريكي السابق أن بلاده فقدت مصداقيتها لدى العالم الإسلامي بخصوص الديمقراطية والحكومة والعدل النيابيين. وقال "إننا نتكلم عن حقوق الإنسان، لكننا نعتقل الناس من غير أن نقاضيهم، وبالتالي فإن العالم الإسلامي يعدّ هذه الحرب على "الإرهاب"، حربا على الإسلام". ويذكر أن إميل أ. ناخليه كان مديرا لبرنامج التحليل الإستراتيجي للإسلام السياسي، وهي المديرية الأهم في مجمع المخابرات المخصصة لقضية الإسلام السياسي. ركّز بحوثه عن الإسلام، وإصلاح التعليم، واستقرار أنظمة الحكم وقضايا السياسة تجاه الشرق الأوسط الكبير. برلمانيون عراقيون ينتقدون ترحيب طالباني بقواعد عسكرية أمريكية انتقدت شخصيات عراقية دعوة الرئيس العراقي جلال طالباني الى وجود عسكري امريكي دائم في العراق واعلان حاجة البلاد الى قاعدتين جويتين امريكيتين لمنع التدخلات الأجنبية في العراق، كما جاء في تصريحاته لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية اول أمس. وأكد الشيخ خلف العليان، عضو "جبهة التوافق" ان "الوجود الأمريكي في البلاد منوط بالوضع الأمني وان جدولة الانسحاب باتت ضرورة ملحة في الوقت الحالي" وقال "ان مطالبة رئيس الجمهورية بوجود امريكي طويل الأمد يتعارض مع صلاحيات رئيس الدولة التي تضمنتها نصوص الدستور العراقي، اذ ان قضية بقاء القوات الأميركية او رحيلها يتوجب ان يتم بحثه تحت قبة البرلمان"، مؤكدا ان جبهة التوافق "لن تسمح بإقامة قواعد عسكرية دائمة على ارض العراق بحجة توفير الحماية له". ولفت النائب عن التيار الصدري قصي عبد الوهاب الى ان تصريحات طالباني تتناقض ورغبة الكتل النيابية التي تطالب برحيل قوات الاحتلال من البلاد، مشيرا الى وجود تنسيق مشترك بين هذه الكتل للوصول الى آلية محددة لانسحاب القوات الأميركية من العراق في اقرب وقت ممكن.