تعرضت السفارة الجزائرية بالعاصمة طرابلس الأسبوع الماضي، إلى محاولة اقتحام ثانية من طرف مجموعة من المقاتلين المسلحين كانوا على متن سيارات ستايشن وتويوتا، حاولوا خلالها تسلق جدران السفارة التي تحتل موقعا بثلاث واجهات بالقرب من ساحة الغزالة. * وقال شهود عيان للشروق "تقدم 3 أشخاص في مقتبل العمر كانوا يلبسون بدلات عسكرية، ويحملون أسلحة رشاشة في سيارات تويوتا وأخرى ستايشن، قاموا بمحاصرة السفارة الجزائرية ورددوا شعارات مناهضة للجزائر، كما طالبوا طاقم السفارة والسلك الدبلوماسي الجزائري بالرحيل من العاصمة طرابلس. * وأضاف شهود العيان، "قام المهاجمون بإطلاق نار كثيف من أجل تخويف العاملين بمقر السفارة الجزائرية، وهددوا باستقدام المئات من المقاتلين المسلحين للمشاركة في اقتحام المبنى وحرقه خلال الفترة الليلية ". * بدورها السفارة الجزائرية، وعلى لسان مسؤول بها رفض الكشف عن اسمه، أكد أن الحادثة كانت تتكرر مرارا خلال الأيام التي أعقبت سقوط العاصمة طرابلس في أيدي الثوار، إلى أن قدم مسلحون على متن السيارة وهم يطلقون عيارات نارية من أسلحتهم الرشاشة ويهددون باقتحام مقر السفارة، وحاول أحدهم تسلق الجدار لكنه لم ينجح، وبعدها توعدوا من كان داخل البناية بالتصفية خلال فترة الليل عندما يتم استقدام بقية المسلحين للهجوم علينا، ويضيف ذات المسؤول أنه وبعد الاتصالات العديدة مع وزارة الخارجية في الجزائر وكذا مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي، قرر هذا الأخير تخصيص مجموعة من المسلحين الثوار لإقامة نقطة تفتيش أمنية لا يتجاوز عددهم 6 أشخاص تمركزوا بمحاذاة مبنى السفارة الجزائرية. * من جهة أخرى، لم ينجُ مبنى القنصلية الجزائرية الكائن بحي الأندلس من التخريب ومحاولة الاقتحام هو أيضا، حيث تعرضت مباني الحراسة المتواجدة أمام المقر إلى التخريب والتحطيم، ولا زالت لحد الساعة المخلفات شاهدة على ذلك. * وكانت السفارة الجزائرية قد أصدرت تعليمات صارمة إلى الأفراد الجالية الجزائرية المتبقين في العاصمة طرابلس بعدم الانضمام إلى أي فصيل مسلح أو طرف من أطراف الصراع، تجنبا لأي اتهام قد يمس بسمعة الجزائر والجزائريين في كونها تقف مع طرف دون الآخر. * إضافة إلى هذا، كشف مصدر جزائري بالعاصمة طرابلس أنه تم توقيف عاملين بالسفارة والقنصلية الجزائريتين، للتحقيق معهم خلال نقاط للتفتيش والمراقبة التي يقيمها المسلحون في أغلب مناطق وأحياء العاصمة طرابلس. * تجدر الإشارة إلى أن مقر سفارة الجزائرية تعرض خلال اليوم الأول من سقوط طرابلس في أيدي ثوار المجلس الوطني الانتقالي، إلى عملية اعتداء أولى وسطو مسلح من طرف مقاتلين يتبعون المجالس العسكري التي شاركت في عملية السيطرة على العاصمة، إضافة إلى إطلاق النار الموجه على البوابة المخصصة للسفير الجزائري في الدخول والخروج من وإلى مبنى السفارة.