يعرض المتحف الوطني للجيش، لأول مرة، نسخة عن معاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية في العام 1795. وقد تسلم وزير الخارجية محمد بجاوي مؤخرا في واشنطن النسخة الأصلية المكتوبة بالانجليزية في واشنطن من طرف وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. المعاهدة الموقعة في 5 سبتمبر 1795 جاءت تتويجا لعلاقات التقارب بين البلدين والتي بدأت منذ 1786 حيث كانت الجزائر من البلدان الأولى التي اعترفت باستقلال أمريكا. وتعتبر المعاهدة المذكورة هي أول معاهدة في تاريخ البلدين وقعها عن الجانب الأمريكي جورج واشنطن وعن الجانب الجزائري حسن باشا وقد تم تحريرها باللغتين التركية والانجليزية، وتتكون من 22 بندا تركز أساسا على حسن الجوار بين الدولتين وحماية السفن الحربية والتجارية الأمريكية في غرب المحيط الأطلسي وعرض البحر الأبيض المتوسط والتي كانت يومها تحت سيطرة البحرية الجزائرية. كما نصت أيضا ذات الاتفاقية على تبادل الأسرى وعدم التعرض للرعايا الأمريكيين في كل الأقاليم التابعة لحكم داي الجزائر. وكان الأمريكي وليام شالا، الذي عمل كقنصل في الجزائر، قد كتب عام 1824 يتحدث عن حيثيات الموضوع والذي ربطه بسمعة الأسطول الجزائري الذي أحكم سيطرته على البحر الأبيض المتوسط وكان توقيع المعاهدة من طرف أمريكا ضرورة لابد منها لحماية سفنها الحربية والتجارية خاصة بعد حرب الاستقلال الأمريكية وبداية تطلع الولاياتالمتحدةالأمريكية للتوسع نحو الخارج. المعاهدة التي أرخت لتاريخ العلاقات بين البلدين تقدم فيها الجزائر شروطها من منطق قوة كدولة تتحكم في منافذ الملاحة في حوض المتوسط حتى أنها في البند التاسع من المعاهدة منعت على بحارة الدول المجاورة مثل تونس وليبيا نقل البضائع أو الأمتعة الأمريكية بكل أنواعها إلى مناطق النفوذ الجزائرية. زهية. م