كوندوليزا رايس تفطر مع قائد الثورة حلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس اليوم الجمعة ضيفة على ليبيا، حيث التقت مع العقيد معمر القذافي وتباحثت معه على طاولة إفطار رمضان جملة من القضايا، وخاصة العلاقات الليبية الأمريكية التي ظلت مقطوعة لسنوات طويلة. زيارة رايس إلى ليبيا، هي الأولى لمسؤول أمريكي منذ 55 عاما، تؤشر على تحسن العلاقات بين البلدين. * وقد وصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الزيارة بأنها "توقف تاريخي"، كما أكدت رايس قبل وصولها إلى طرابلس بأنها "سعيدة جدا" بلقاء القذافي، مشيرة إلى أن الزيارة "هي نتيجة القرار التاريخي الذي اتخذه القذافي الذي تخلى عن برنامج أسلحة الدمار الشامل وعن دعم الإرهاب.."، كما أشارت الوزيرة الأمريكية إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه ليبيا ولعبته من قبل على مستوى المغرب العربي وعلى مستوى الاتحاد الإفريقي. وأثنت المسؤولة الأمريكية في نفس التصريح الصحفي على النهج الانفتاحي لليبيا خلال السنوات الأخيرة.. وتشكل مسألة التعويضات الليبية إلى الضحايا الأمريكيين ممن قتلوا في تفجير طائرة "بان امريكان" فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 والهجوم الذي وقع عام 1986 على ملهى في برلين، أهم الملفات التي حظيت باهتمام الوزيرة الأمريكية، حيث ترغب واشنطن في التعجيل بدفع تلك التعويضات. وكان ديفيد ولش، كبير المفاوضين الأمريكيين مع ليبيا قد أعرب عن تفاؤله بحدوث ذلك قريبا.. وللعلم فقد انتهت ليبيا يوم الأربعاء من وضع الإجراءات الخاصة بتأسيس الصندوق المخصص لهذه التعويضات.. كما يعوض الاتفاق الليبيين الذين قتلوا عام 1986 حين قصفت الطائرات الأمريكيةطرابلس وبنغازي وقتل في الهجوم 40 شخصا.. * وتعرضت رايس للانتقاد داخل الولاياتالمتحدة لتوجهها إلى ليبيا قبل ان تدفع أموال التعويضات. ورغم أن العلاقات بين واشنطنوطرابلس بدأت تتحسن منذ عام 2003 عندما تخلت ليبيا عن برنامج أسلحة الدمار الشامل، لكن رايس أخرت زيارتها للدولة "المارقة" سابقا إلى ان تم التوقيع على اتفاق للتعويضات الشهر الماضي. * ومن جهتها، تطمح ليبيا في أن تكون زيارة الوزيرة الأمريكية فرصة لتحسين العلاقات الليبية مع الولاياتالمتحدة ولتأكيد الدعم الأمريكي لليبيا في إطار النهج الذي تتبعه، وأيضا أن تكون الزيارة فرصة لإخراج ليبيا من عزلتها الدولية بعد سنوات الحصار. ومع ذلك يبدو أن العقيد معمر القذافي مايزال يبدي بعض التحفظ في علاقاته مع القوة الأولى في العالم، حيث قال في خطاب له مؤخرا أنه ليس من مصلحة بلاده البقاء في عداء مع الولاياتالمتحدة، ولكنها أيضا لن تخضع لها.. وأشار القذافي إلى أن كل ما تريده ليبيا هو أن تتركها الولاياتالمتحدة وشأنها. * وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطنوطرابلس في 1981، اثر اتهام الولاياتالمتحدة ليبيا بدعم الإرهاب. واستؤنفت هذه العلاقات في 2004 بعد إعلان الزعيم الليبي تخلي بلاده عن برنامج لاقتناء اسلحة دمار شامل. وفي 2006 شطبت ليبيا من اللائحة الأمريكية للدول المتهمة بدعم الإرهاب، وسمى كل بلد سفيرا له في البلد الآخر، إلا ان العلاقات لم تطبع بشكل كامل. * ويذكر أن زيارة الوزيرة الأمريكية التي تستعد لمغادرة البيت الأبيض العام القادم تشمل أيضا الجزائر وتونس والمغرب قبل ان تعود إلى واشنطن في السابع من سبتمبر.. * وبالنسبة إلى موريتانيا، فإن واشنطن ماتزال معارضة للانقلاب الذي أطاح بالرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله في السادس من أوت الماضي، وقد أعلنت عدم اعترافها بالحكومة التي شكلها النظام الجديد في موريتانيا مؤخرا.